تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ١٢٩
* (كانوا فيه يختلفون (113) ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي) * * والقول الثاني: ما روى عمر ' أن رسول الله كان يصلي على راحلته أينما توجهت به راحلته؛ فنزلت الآية في إباحة النافلة على الراحلة أينما توجهت به الراحلة '.
والقول الثالث: روى جابر أنه قال: ' كنا في سفر، فاشتبهت علينا القبلة، فصلى كل واحد منا إلى جهة، وخط بين يديه خطا، فلما أصبحنا فإذا الخطوط إلى غير القبلة، فسألنا عن ذلك رسول الله، فلم يأمرنا بالإعادة، ونزلت الآية في معناه '.
والقول الرابع: أنه نزلت في ابتداء الإسلام، حين لم تكن القبلة معلومة، وجازت الصلاة إلى أي جهة شاءوا. فعلى هذا تكون الآية منسوخة بآية القبلة، وهذا قول غريب.
وأما قوله: * (فثم وجه الله) قال مجاهد: قبلة الله. الوجه: بمعنى القبلة، وكذلك الوجهة والجهة: هي القبلة. وقيل: معناه رضا الله، وقيل: معناه قصد الله، ومنه قول الشاعر:
(استغفر الله ذنبا لست أحصيه * رب العباد إليه الوجه والعمل) يعني: إليه القصد والعمل.
وقد ذكر الله تعالى الوجه في كتابه في أحد عشر موضعا، وهو صفة لله تعالى وتفسيره: قراءته والإيمان به. وسيأتي.
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»