تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ١٢٢
* (ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا) * * ومنها: رفع الحكم من غير إقامة شيء مقامه؛ وذلك مثل امتحان النساء، نسخ من غير خلف. وكذلك أمثال هذا.
رجعنا إلى تفسير الآية فقوله: * (ما ننسخ من آية) أي: نرفع من آية. فأما قوله: * (أو ننسها) اختلفوا في معناه. وقال ابن عباس معناه: أو نتركها فلا ننسخ. وهو مثل قوله: * (نسو الله فنسيهم) أي تركوا الله فتركهم. ومنه قول الشاعر:
(إن علي عقبة أقضيها * لست بناسيها ولا منسيها) أي: لست بناسيها ولا تاركها. فعلى هذا يرجع قوله: * (نأت بخير منها أو مثلها) إلى قوله: * (ما ننسخ من آية).
وقيل: معنى قوله: * (أو ننسها) يعنى ننسيها على قلبك يا محمد. وذلك مثل ما روينا في حديث أبي أمامة.
وروت عائشة ' أن رسول الله سمع رجلا يقرأ سورة، فقال: إن هذا الرجل ذكرني آية كنت نسيتها '. وهو نظير قوله تعالى * (سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله) وقرأ ابن مسعود: ' ما ننسك من آية أو ننسخها ' وهذا يؤيد هذا القول؛ فعلى هذا يكون الإنساء على القلب في معنى النسخ.
وفيه قول ثالث: معنى قوله أو ' ننسها ' أي: نأمر بتركها، ونبيح تركها، وذلك مثل نسخ آية الممتحنة ونحوها.
فإن قال قائل: إذا كان الإنساء بمعنى إباحة الترك. فأي فرق بينه وبين النسخ.
قلنا: هما وجهان من النسخ إلا أنه أراد بالنسخ الأول: رفع الحكم وإقامة غيره مقامه، وأراد بالثاني: نسخ الحكم، من غير إقامة غيره مقامه. كما ذكرنا.
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»