تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ١٢٣
* (نصير (107) أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن * * وقرأ أبو عمرو. وابن كثير ' أو ننسأها ' على الفتح والهمز وحكى أبو عبيد القاسم بن سلام، عن أبي نعيم القارئ. أنه قال: رأيت رسول الله في المنام، فقرأت عليه بحرف أبي عمرو فغير على شيئين: فقوله: ' وأرنا ' فقال: ' قل وأرنا ' بكسر الراء قال أبو عبيدة: وأحسبه قال الحرف الثاني: قوله: أو ' ننسأها ' فقال: قل: ' أو ننسها ' النساء والإنساء: بمعنى التأخير، تقول العرب: أنسأ الله أجلك ونسأ الله في أجلك. في معناه قولان:
أحدهما: أن معنى قوله: ' أو ننساها ' أي: نرفع تلاوتها، ونؤخر حكمهما، كما فعل في آية ' الرجم '. ويكون النسخ الأول بمعنى رفع التلاوة والحكم جميعا.
والقول الثاني: أن معنى قوله: ' أو ننسأها ' أي نؤخر إنزالها، ونتركها في اللوح المحفوظ، فلا تنزل.
وقوله: ' ما ننسخ من آية ' يعني: ما ينزل، أو ' ننسأها ' فلا ينزل، نأتي بخير منها أو مثلها.
فإن قيل: أيش معنى قوله: * (نأت بخير [منها]) وآيات القرآن سواء، لا فضل لبعضها على بعض. وإن أراد به الخير في السهولة، فقد نسخ الأسهل بالأشق، مثل الصوم كان على التخيير بينه وبين الفدية، فنسخه بصوم رمضان على الحتم. فما معنى الخيرية؟
قلنا: قد قيل، تقديره: نأت منها بخير، أي: نرفع آية ونأت بآية.
والصحيح: أنه أراد بالخير الأفضل، يعني في النفع والسهولة. ومعناه: نأت بخير منها، أي: أنفع وأسهل.
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»