تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٣٥٢
* (كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور (119) إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا أن الله بما يعملون محيط (120) وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم (121) إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون (122) ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله) * * الشدة والبلاء * (لا يضركم كيدهم شيئا) ويقرأ ' لا يضركم ' بكسر الضاد مخففا، والمعنى واحد * (إن الله بما يعملون محيط).
قوله تعالى: * (وإذ غدوت من أهلك) يعني: واذكر إذ غدوت، ومعناه: خرجت غدوة من أهلك)، أي: من بيت عائشة * (تبوئ المؤمنين) أي: تنزل المؤمنين * (مقاعد للقتال) يعني: تنزلهم في مواضع القتال ومراكزه، يقال: بوأ فلانا مكان كذا، إذا أنزله فيه، قال ابن عباس: كان النبي يسمى لكل واحد من المسلمين مكانا من [القتال]، ويقيمه '.
وهذا كان في حرب أحد، وهذه الآية إلى قريب من آخر السورة في حرب أحد * (والله سميع عليم) أي: سميع بما قاله المنافقون، عليم بما أضمروا؛ فيكون على وجه التهديد، وقيل: معناه: * (والله سميع) بما قال المؤمنون، عليهم بما أضمروا؛ فيكون على وجه المدح.
قوله تعالى: * (إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا) يعني: أرادت، وقصدت، والهم: القصد، وأما الطائفتان، فقد صح عن جابر أنه قال: أراد به: بني سلمة، وبني حارثة. والقصة في ذلك: ما روى ' أن رسول الله شاور أصحابه في الخروج إلى حرب أحد، فأشار بعضهم بالخروج، وبعضهم بالمكث بالمدينة، فاختار الخروج، وكان جيش المسلمين ألفا، فانخذل عبد الله بن أبي بن سلول بثلث الجيش فهمت هاتان
(٣٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 ... » »»