تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٢٩١
* (ألم (1) الله لا إله إلا هو الحي القيوم (2) نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل (3) من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن) * * قوله تعالى: * (آلم الله) فالألف: هو الله، واللام: جبريل، والميم: محمد، وفيه إشارة لما أنزل الله، على لسان جبريل، على محمد.
وقد ذكرنا الأقوال في حروف التهجي.
وإنما فتح الميم عند الوصل، وإن كان الساكن إذا حرك حرك إلى الكسر؛ لأنهم استثقلوا الكسرة بعد [الجزم، والياء فيه جزم].
* (لا إله إلا هو) لا معبود سواه. * (الحي القيوم) فالحي: الدائم الذي لا يزل..
وأما القيوم فقد سبق تفسيره، وقيل: هو الذي لا يزول ولا يحول. وقال جعفر بن محمد [بن] الزبير: هو دائم الوجود. وقرأ عمر، وابن مسعود * (الحي القيام) وهو في الشواذ.
قوله تعالى: * (نزل عليك الكتاب بالحق) الكتاب: القرآن، وسمى كتابا؛ لأنه يجمع الآي والحروف، وهو من الكتب وهو: الجمع، ومنه: الكتيبة و [هي] السرية لاجتماعهم.
ومنه يقال: كتبت البغلة، إذا جمع بين شفريها بحلقة. وقوله: * (بالحق) أي: بالصدق في الدلالات و الإخبارات، والوعد و الوعيد.
وقوله: * (مصدقا لما بين يديه) يعني: القرآن مصدق لما قبله من التوراة والإنجيل.
وإنما قال: * (لما بين يديه)؛ لأنه في تصديق ما قبله، وإظهار صدقه، كالشئ الحاضر بين يديه.
* (وأنزل التوراة و الإنجيل من قبل هدى للناس)
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»