* (آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون) * * آخر الآيات الثلاث، وأما المتشابهات: حروف التهجي في أوائل السور. وقال عكرمة ومجاهد: المحكمات: الحلال والحرام، وما سواه كله من المتشابهات؛ لأنه يشبه بعضها بعضا في الحق، والتصديق، يصدق بعضه بعضها.
وقال الضحاك: المحكمات: الناسخات، و المتشابهات: المنسوخات.
وقال جابر بن عبد الله الأنصاري: المحكمات ما أوقف الله تعالى الخلق على معناها، والمتشابهات ما لا يعقل معناها، ولا يعلمها إلا الله. وفيه قولان آخران: أحدهما: أن المحكمات ما لا يشتبه معناها، و المتشابهات ما يشتبه ويلتبس معناها. والقول الثاني: أن المحكمات ما يستقل بنفسه في المعنى، [والمتشابهات] ما لا يستقل بنفسه في المعنى إلا بنوع استدلال، أو رد إلى غيره؛ وإنما سميت محكمات من الإحكام؛ (كأنه) أحكمها؛ فمنع الخلق من التصرف فيها؛ لظهورها (ووضوح) معناها.
* (هن أم الكتاب) أي: أصل الكتاب، فإن قال قائل: لم لم يقل: هن أمهات الكتاب؟ قيل: قال الفراء: تقديره: هن الشيء الذي هو أصل الكتاب. وقال غيره:
معناه: كل واحدة منهن أصل الكتاب، كما يقال: القوم أسد على، أي: كل واحد منهم أسد على، ومعناه: هن أصل الكتاب؛ لأن الخلق يفزعون إليه، كما تفزع الفروع إلى الأصول، فإن قال قائل: كيف فرق ها هنا بين المحكمات والمتشابهات، وسمى كل القرآن متشابها في قوله تعالى * (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها). وسمى الكل محكما حيث قال: * (الر. كتاب أحكمت آياته)؟ قلنا: لما ذكر هنالك * (كتابا متشابه) على معنى: أنه يشبه بعضه بعضا في الحق والصدق، وإنما ذكر في الموضع الآخر * (أحكمت آياته) على معنى أن الكل حق وجد، ليس فيه