تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ٢٦٥
* (ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير (259) وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن) * * وقوله: * (ولنجعلك آية للناس) وبيان الآية فيه: أنه بعث شابا، وابنه شيخ.
قال علي رضي الله عنه: أماته الله وهو ابن خمسين سنة وامرأته حامل، ثم بعث بعد مئة سنة وهو ابن خمسين، وابنه [ابن] مئة سنة.
وقوله: * (فلما تبين له قال أعلم) فلما ظهرت له قدرة الله تعالى على عمارة بيت المقدس، وإحياء الموتى * (قال أعلم) يقرأ بقراءتين: على الخبر، وعلى الأمر، أما على الخبر فمعناه: علمت أن الله على كل شيء قدير، وأما على الأمر قال لنفسه: * (أعلم أن الله على كل شيء قدير).
قوله تعالى: * (وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى) قيل: سبب سؤاله ذلك: أن إبراهيم مر على حيوان على شط البحر مزقته السباع والوحش، وكان يأكل منه حيتان البحر، فقال: رب أرني كيف تحيي الموتى.
وفيه قول آخر: أنه لما حجه نمروذ في إحياء الموتى؛ أراد أن يعرف بالعيان ما آمن به بالخبر والاستدلال.
وقوله تعالى: * (قال أو لم تؤمن) يعني: قد آمنت فلم تسأل؟ وهذا مثل قول الشاعر:
(ألستم خير من ركب المطايا *) يعني: أنتم كذلك.
وقوله: * (قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) فإن قال قائل: أكان إبراهيم شاكا فيه
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»