* (عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم) * * واختلفوا في الذي مر على قرية، فقال قتادة: هو عزيز النبي. وقال وهب: هو إرمياء النبي. وقال محمد بن إسحاق: هو الخضر عليهم السلام.
والصحيح: أنه كان عزيز النبي مر على قرية، يعني: على بيت المقدس.
وقوله: * (وهي خاوية على عروشها) قيل: كانت السقوف ساقطة على الأرض، وكانت الجدران متساقطة على السقوف، فهي الخاوية على عروشها. ومعناه: أنها كانت خالية، وكان قد خربها، بختنصر الملك البابلي.
وقوله: * (قال أنى يحيى هذه الله بعد موتها) وفي القصة: أن عزيزا مر [بها] وهو على حمار ومعه التين والعصير فقال: إني يحيي هذه الله بعد موتها؟!
فإن قال قائل: كيف قال: أنى يحيى هذه الله بعد موتها، وهذا يكون سببه الشك في قدرته؟ قيل: لم يكن شاكا فيه؛ وإنما قال ذلك استبعادا على ما يقال في العادة، أي: لا يحي هذه الله بعد خرابها.
قال عطاء: دخل في قلبه ما يدخل في قلوب الناس.
وقوله: * (فأماته الله مائة عام ثم بعثه) أي: أحياه، وإنما سمى الإحياء بعثا؛ لأنه إذا أحيي يبتعث للأمور.
وفي القصة: أنه لما قال تلك المقالة غلبة النوم، فقبض الله روحه مئة عام، وبعث ملكا عمر بيت المقدس في تلك الأعوام، ثم لما أحياه بعث إليه ملكا فسأله: كم لبثت؟
فهذا معنى قوله: * (قال كم لبثت) وقوله: * (قال لبثت يوما أبو بعض يوم) لأن الله تعالى إنما أماته في أول النهار وبعثه في آخر النهار وقبل غروب الشمس، فقال :