* (ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن) * * حتى احتاج إلى السؤال، وما معنى قوله عليه السلام: ' نحن أحق بالشك من إبراهيم '؟ والجواب: أنه لم يكن شاكا فيه، ولكنه إنما آمن بالخبر والاستدلال، فأراد أن يعرفه عيانا.
قال عكرمة: ليزداد يقينا على يقين؛ لأن العيان فوق الخبر في ارتفاع العلم. وقد قال عليه السلام: ' ليس الخبر كالمعاينة '.
وأما قوله: * (ولكن ليطمئن قلبي)؛ وذلك أنه لما سأل ذلك تعلق به قلبه، فقال: ولكن ليطمئن قلبي عن ذلك التعلق.
وقيل: إنما قال ذلك لأن الله تعالى لما اتخذه خليلا، قال ملك الموت: يا رب، ائذن لي حتى أبشره؛ فبشره بأن الله اتخذك خليلا فأراد أن يريه الله إحياء الموتى تخصيصا له بكرامته؛ ليطمئن قلبه بالخلة.
وقيل معناه: ولكن ليطمئن قلبي، فأعرف أني إذا سألتك أعطيتني، وإذا دعوتك أجبتني. وأما قوله: ' نحن أحق بالشك من إبراهيم ' إنما قاله على سبيل التواضع، يعني: نحن دونه، وأحق بالشك منه، فإذا لمن نشك نحن فكيف يشك إبراهيم؟
وقوله تعالى: * (قال فخذ أربعة من الطير) قيل: هي الطاووس، والديك، والحمامة، والغراب.