تفسير السمعاني - السمعاني - ج ١ - الصفحة ١٧٩
* (فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه) * * رمضان.
وقيل: كان يصوم الثلاث في أيام البيض.
قال ابن عباس: أول ما نسخ بعد الهجرة: أمر القبلة، والصوم.
قوله تعالى: * (لعلكم تتقون) يعني: بالصوم؛ لأن الصوم وصلة إلى التقوى بما فيه من قهر النفس وكسر الشهوات.
وقيل: معناه لعلكم تخترزون عن الشهوات من الأكل، والشرب، والوطء.
قوله تعالى: * (أياما معدودات) فإن قلنا بنسخ الآية فهو صوم كان واجبا ثم نسخ.
وإن قلنا: الآية غير منسوخة فالمراد بقوله: * (أياما معدودات) أيام رمضان، وفيه إشارة إلى التيسير، حيث لم يوجب صوم كل السنة، وإنما أوجبه أياما معدودات * (فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر) قال داود وأهل الظاهر: يجب على المسافر صوم عدة من أيام أخر وإن صام رمضان قولا بظاهر الآية.
والجمهور على أن فيه إضمارا وتقديره: فأفطر، فعدة من أيام أخر.
ثم اختلفوا في حد المرض الذي يبيح الفطر، فقال داود وأهل الظاهر: هو ما ينطلق عليه اسم المرض. وهو قول ابن سيرين من السلف. وقال الحسن: هو المرض الذي تجوز معه الصلاة قاعدا.
ومذهب الشافعي: هو المرض الذي يخاف من الصوم معه الزيادة في المرض.
فأما حد السفر الذي يبيح الفطر اختلفوا فيه، فقال داود ومن تابعه: هو ما ينطلق عليه اسم السفر. ومذهب الشافعي أنه مسافة القصر، ستة عشر فرسخا.
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»