تفسير الواحدي - الواحدي - ج ١ - الصفحة ٢١٤
60 61 رأيت ولدا من غير ذكر فاحتج الله تعالى عليهم بآدم عليه السلام أي إن قياس خلق عيسى عليه السلام من غير ذكر كقياس خلق آدم عليه السلام بل الشأن فيه أعجب لأنه خلق من غير ذكر ولا أنثى وقوله * (عند الله) * أي في الإنشاء والخلق وتم الكلام عند قوله * (كمثل آدم) * ثم استأنف خبرا آخر من قصة آدم عليه السلام فقال * (خلقه من تراب) * أي قالبا من تراب * (ثم قال له كن) * بشرا * (فيكون) * بمعنى فكان 60 * (الحق من ربك) * أي الذي أنبأتك من خبر عيسى الحق من ربك * (فلا تكن من الممترين) * أي من الشاكين الخطاب للنبي عليه السلام والمراد به نهي غيره عن الشك 61 * (فمن حاجك) * خاصمك * (فيه) * في عيسى * (من بعد ما جاءك من العلم) * بأن عيسى عبد الله ورسوله * (فقل تعالوا) * هلموا * (ندع أبناءنا وأبناءكم) * لما احتج الله تعالى على النصارى من طريق القياس بقوله * (إن مثل عيسى عند الله) * الآية أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يحتج عليهم من طريق الإعجاز فلما نزلت هذه الآية دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد نجران إلى المباهلة وهي الدعاء على الظالم من الفريقين وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الحسن والحسين وعلي وفاطمة عليهم السلام وهو يقول لهم إذا أنا دعوت فأمنوا فذلك قوله * (ندع أبناءنا) * الآية
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»