أخبرنا ابن فنجويه قال: حدثنا عبد الله بن يوسف قال: حدثنا محمد بن عمران قال: حدثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب قال: حدثنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان قال: حدثني أبي عن عكرمة عن ابن عباس قال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين فنزل عليه " * (إذا جاء نصر الله والفتح) *) السورة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا علي ويا فاطمة بنت محمد قد جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا سبحان ربي وبحمده وأستغفره أنه كان توبا ويا علي بن أبي طالب إنه يكون من بعدي في المؤمنين الجهاد)، فقال علي: ما نجاهد المؤمنين الذين يقولون آمنا؟ قال: (على الإحداث في الدين إذا عملوا بالرأي، ولا رأي في الدين إنما الدين من الرب أمره ونهيه).
فقال علي: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت إن عرض لنا أمر لم يبين الله فيه قرآنا ولم ينص فيه سنة منك؟ قال: (تجعلونه شورى بين العابدين ولا تقضون برأي خاصة ولو كنت مستخلفا أحدا لم يكن أحد أحق منك لقدمك في الإسلام وقرابتك من رسول الله وصهرك وعندك فاطمة سيدة نساء المؤمنين، وقبل ذلك ما كان من بلاء أبي طالب إياي حين نزل القرآن فأنا حريص على أن أرعى ذلك في ولده).
وأخبرنا عبد الله بن حامد قال: أخبرنا مكي قال: حدثنا أحمد بن منصور المروزي أبو صالح قال: حدثني أحمد بن المصعب المروزي قال: حدثنا عمر بن إبراهيم قال: حدثنا عيسى ابن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده قال: لما نزلت " * (إذا جاء نصر والفتح) *) جاء العباس إلى عليح فقال: أدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كان هذا الأمر من بعده لنا لم تشاحنا عليه قريش، وإن كان للغير سألته الوصاة بنا، قال: سأفعل، قال: فدخل العباس على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرا فذكر ذلك له فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (يا عباس يا عم رسول الله إن الله جعل أبا بكر خليفتي على دين الله سبحانه ووحيه فاسمعوا له تفلحوا وأطيعوه ترشدوا).
قال ابن عباس: فقعدوا والله فرشدوا.