تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ١٤٣
ابني الزبير وعمر بن عبد العزيز وأبي عبدالسلمي ورواية سعيد بن جبير عن ابن عباس ومعناه يتهمهم يقال: فلان يظن بمال ويزن بمال أي يتهم به، والظنة: التهمة، قال الشاعر:
أما وكتاب الله لا عن شناءة هجرت ولكن الظنين ظنين واختار أبو عبيد هذه القراءة وقال: أنهم لم يبخلوه فيحتاج أن ينفى عنه ذلك البخل، وإنما كذبوه واتهموه، ولأن الأكثر من كلام العرب ما هو بظنين بكذا ولا يقولون على كذا إنما يقولون: ما أنت على كذا بمتهم، وقيل بظنين. بضعيف حكاه الفراء والمبرد يقال: رجل ظنين أي ضعيف، وبئر ضنون إذا كانت ضعيفة الماء، قال الأعشى:
ما جعل الجد الظنون الذي جنب صوب اللجب الماطر مثل الفراتي إذا ما طما يقذف بالبوصي والماهر " * (وما هو) *) يعني القرآن " * (بقول شيطان رجيم فأين تذهبون) *) يعني قال: أين تعدلون عن هذا القرآن، وفيه الشفاء والبيان، قال الكسائي: سمعت العرب تقول: انطلق به الغور، وحكى الفراء عن العرب: ذهبت الشام وخرجت العراق وانطلقت السوق، أي (......) قال سمعناه في هذه الأحرف الثلاثة وأنشدني بعض بني عقيل:
تصيح بنا حنيفة إذ رأتنا وأي الأرض تذهب بالصياح يريد إلى أي الأرض تذهب.
وقال الواسطي: فأين تذهبون من ضعف إلى ضعف ارجعوا إلى فسحة الربوبية ليستقر بكم القرار، وقال الجنيد: معنى هذه الآية مقرون بآية أخرى وهو قوله سبحانه وتعالى: " * (وإن من شيء إلا عندنا خزائنه) *) فأين يذهبون.
" * (إن هو إلا ذكر للعالمين لمن شاء منكم أن يستقيم) *) أي يتبع الحق ويعمل به ويقيم عليه ثم قال: " * (وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين) *) أخبرنا أبو بكر بن عبدوس المزكى قال: أخبرنا أبو حامد بن بلال البزاز قال: حدثنا أحمد بن يوسف السلمي قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثني سعيد عن سليمان بن موسى قال: لما أنزل الله سبحانه وتعالى " * (لمن شاء منكم أن
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»