يا هند ما أسرع ما تسعسعا من بعد أن كان فتى سرعرعا من بعد إن كان فتى سرعرعا.
" * (والصبح إذا تنفس) *) أقبل وأضاء وبدأ أوله وقيل: أمتد وارتفع. " * (إنه) *) يعني القرآن " * (لقول) *) لتنزيل " * (رسول كريم) *) وهو جبريل (عليه السلام) * * (ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم) *) في السماء يطيعه الملائكة " * (أمين) *) على الوحي " * (وما صاحبكم) *) محمد " * (بمجنون ولقد رآه) *) يعني جبريل على صورته " * (بالأفق المبين) *) وهو الأفق الأعلى من ناحية المشرق الذي يجيء منه النهار، قاله مجاهد وقتادة.
أخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا مخلد قال: حدثنا ابن علوية قال: حدثنا إسماعيل قال: حدثنا إسحق بن بشر قال: حدثنا ابن جريح عن عكرمة، ومقاتل عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: (إني أحب أن أراك في صورتك التي تكون فيها في السماء) قال: لن تقوى على ذلك، قال: (بلى) قال: فأين تشاء أن أتخيل لك؟ قال: (بالأبطح) قال: لا يسعني قال: (فبمنى) قال: لا يسعني قال: (فبعرفات) قال: ذاك بالحرى أن يسعني، فواعده فخرج النبي صلى الله عليه وسلم للوقت، فإذا هو بجبريل (عليه السلام) قد أقبل من جبال عرفات بخشخشه وكلكله قد ملأ ما بين المشرق والمغرب ورأسه في السماء ورجله في الأرض، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم خر مغشيا عليه فتحول جبريل في صورته فضمه إلى صدره، وقال: يا محمد لا تخف، فكيف لو رأيت إسرافيل ورأسه من تحت العرش ورجلاه في النجوم السابعة، وإن العرش لعلى كاهله، وإنه ليتضائل أحيانا من مخافة الله عز وجل حتى يصير مثل الوضع يعني العصفور حتى ما يحمل عرش ربك إلا عظمته.
" * (وما هو) *) يعني محمد صلى الله عليه وسلم " * (على الغيب) *) أي الوحي وخبر السماء وما اطلع عليه من علم الغيب " * (بظنين) *) قرأ زيد بن ثابت والحسن وابن عمرو والأشهب وعاصم والأعمش وحمزة وأهل المدينة والشام بالضاد، وكذلك في حرف أبي بن كعب ومصحفه، وهي قراءة ابن عباس برواية مجاهد واختيار أبي حاتم ومعناه: يبخل يقول: (يأتيه) علم الغيب وهو منقوش فيه فلا يبخل به عليكم بل يعلمكم ويخبركم به، يقول العرب: ضننت بالشيء بكسر النون أضن به ضنا وضنانة فأنا ضنين، أي بخيل، قال الشاعر:
أجود بمضنون التلاد وانني بسرك عمن سألني لضنين وقرأ الباقون بالظاء وكذلك هو في حرف ابن مسعود ومصحفه وهي قراءة عبد الله وعروة