تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ٢١٢
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من آدم إلينا ثلة ومني إلى (يوم) القيامة ثلة ولا يستتمها إلا سودان من رعاة الإبل من قال لا إله إلا الله).
وأخبرني عقيل أن أبا الفرج أخبرهم عن محمد بن جرير، حدثنا بشر، حدثنا يزيد، حدثنا سعيد عن قتادة قال الحسن: حدثني عمر بن أبي حصين عن عبد الله بن مسعود قال: تحدثنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة حتى أكرينا الحديث ثم رجعنا إلى أهلنا فلما أصبحنا غدونا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عرضت علي الأنبياء الليلة بأتباعها من أمتها، وكان النبي يجيء معه الثلاثة من أمته والنبي معه العصابة من أمته والنبي معه النفر من أمته والنبي معه الرجل من أمته والنبي ما معه من أمته أحد حتى أتى موسى في كبكبة بني إسرائيل، فلما رأيتهم أعجبوني فقلت: أي رب من هؤلاء؟ قيل: هذا أخوك موسى بن عمران ومن حفه من بني إسرائيل.
قلت: ربي فأين أمتي؟ قيل: انظر عن يمينك فإذا ظراب مكة قد سدت بوجوه الرجال.
فقلت: من هؤلاء؟ فقيل: هؤلاء أمتك أرضيت؟ فقلت: رب رضيت، قيل: انظر عن يسارك فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال.
فقلت: رب من هؤلاء؟ قيل: هؤلاء أمتك أرضيت؟ قلت: رب رضيت، فقيل: إن مع هؤلاء سبعين ألفا من أمتك يدخلون الجنة. لا حساب عليهم.
قال: فأنشأ كاشة بن محصن رجل من بني أسد بن خزيمة فقال: يا نبي الله إدع ربك أن يجعلني منهم فقال: (اللهم إجعله منهم) ثم أنشأ رجل آخر فقال: يا نبي الله ادع ربك أن يجعلني منهم.
قال: (سبقك بهما عكاشة).
فقال صلى الله عليه وسلم (فداكم أبي وأمي إن استطعتم أن تكونوا من السبعين فكونوا، وإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الظراب، فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الأفق، فإني قد رأيت ثم أناسا يتهاوشون كثيرا).
قال: فقلت: من هؤلاء السبعون ألفا؟ فاتفق رأينا على أنهم أناس ولدوا في الإسلام فلم يزالوا يعملون به حتى ماتوا عليه فنهي حديثهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (ليس كذلك ولكنهم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون).
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إني لأرجو أن يكون من تبعني من أمتي ربع أهل الجنة) فكبرنا ثم
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»