تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ٢١٧
" * (أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا) *) قال ابن عباس: شديد الملوحة. وقال الحسن: قعاعا مرا.
" * (فلولا تشكرون أفرأيتم النار التي تورون) *) تقدحون وتستخرجون من زندكم " * (أأنتم أنشأتم شجرتها) *) التي تقدح منها النار وهي المرخ والعفار " * (أم نحن المنشؤن) *) المخترعون؟
" * (نحن جعلناها) *) يعني نار الدنيا " * (تذكرة) *) للنار الكبرى.
أخبرنا ابن سعيد بن حمدون، حدثنا ابن الشرقي، حدثنا محمد بن يحيى وعبد العزيز بن بشير وأحمد بن يوسف قالوا: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ناركم هذه التي توقد بنو آدم جزءا من سبعين جزءا من حر جهنم).
قالوا: والله إن كانت لكافيتنا برسول الله. قال: (فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلها مثل حرها).
" * (ومتاعا) *) بلغة ومنفعة " * (للمقوين) *) المسافرين النازلين في الأرض القي والقوى، وهي القفر الخالية البعيدة من العمران والأهلين، يقال: أقوت الدار إذا دخلت من سكانها.
قال الشاعر:
أقوى وأقفر من نعم وغيرها هوج الرياح بهابي الترب موار وقال النابغة:
يا دار مية بالعلياء فالسند بها أقوت وطال عليها سالف الأبد هذا قول أكثر المفسرين، وقال مجاهد " * (للمقوين) *) يعني للمستمتعين من الناس أجمعين، المسافرين والحاضرين يستضيء بها في الظلمة ويصطلي بها في البرد وينتفع بها في الطبخ والخبز ونتذكر بها نار جهنم فنستجير الله منها.
وقال الحسن: بلغة المسافرين يبلغون بها إلى أسفارهم يحملونها في الخرق والجواليق.
وقال الربيع والسدي: يعني للمرملين المعترين الذين لا زاد معهم، نارا يوقدون فيختبزون بها، وهي رواية العوفي عن ابن عباس. قال ابن زيد: للجائعين. تقول العرب: أقويت مذ كذا وكذا أي ما أكلت شيئا
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»