تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٩ - الصفحة ٢٠٦
وكان يحيى بن معاذ الرازي يقول: اخطب زوجة (لا تسلبها) منك المنايا، وأعرس بها في دار لا يخربها دوران البلايا وشبك لها حجله لا تحرقها نيران الرزايا.
وقال مجاهد: سميت حورا لأنه يحار فيهن الطرف.
" * (كأمثال اللؤلؤ المكنون) *) المخزون في الصدف الذي لم تمسه الأيدي " * (جزاء بما كانوا يعملون لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما) *) في نصبهما وجهان:
أحدهما: اتباع للقيل.
والثاني: على (يسمعون سلاما)، ثم رجع إلى ذكر منازل أصحاب الميمنة فقال " * (وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود) *) لا شوك فيه، كأنه خضد شوكها أي قطع ونزع.
ومنه الحديث في المدينة: (لا يخضد شوكها ولا يعصر شجرها) وهذا قول ابن عباس وعكرمة وقسامة بن زهير.
وقال الحسن: لا تعقر الأيدي. قتادة: هو الذي لا يرد اليد منها شوك ولا بعد.
وقال الضحاك ومجاهد ومقاتل بن حيان: هو الموقر حملا.
قال سعيد بن جبير: ثمرها أعظم من الفلال. وقال ابن كيسان: هو الذي لا أذى فيه.
قال: وليس شيء من ثمر الجنة في غلف كما تكون في الدنيا من الباقلاء وغيره، بل كلها مأكول ومشروب ومشموم ومنظور إليه.
قال أبو العالية والضحاك: نظر المسلمون إلى وج وهو واد مخصب بالطائف، وأعجبهم سدرها.
وقالوا: يا ليت لنا مثل هذا، فأنزل الله عز وجل " * (وطلح) *) وموز واحدتها طلحة، عن أكثر المفسرين.
وقال الحسن: ليس هو موزا ولكنه شجر له ظل بارد طيب.
وقال الفراء وأبو عبيدة: الطلح عند العرب شجر عظام لها شوك.
قال بعض الحداة:
بشرها دليلها وقالا غدا ترين الطلح والجبالا
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»