أي جحدته.
وقرأ سعيد بن جبير وطلحة بن مسرف " * (أفتمراونه) *) بضم التاء بلا ألف، أي تريبونه وتشككونه، وقرأ الباقون " * (أفتمارونه) *) بالألف وضم التاء على معنى أفتجادلونه، وهو اختيار أبي حاتم، وفي الحديث (لا تماروا في القرآن فإن المراء فيه كفر).
2 (* (ولقد رءاه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى * إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من ءايات ربه الكبرى * أفرءيتم اللات والعزى * ومنواة الثالثة الاخرى * ألكم الذكر وله الانثى * تلك إذا قسمة ضيزى * إن هى إلا أسمآء سميتموهآ أنتم وءابآؤكم مآ أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الانفس ولقد جآءهم من ربهم الهدى) *) 2 " * (ولقد رآه نزلة أخرى) *) مرة أخرى، فسماها نزلة على الاستعارة، وذلك أن جبريل رآه النبي صلى الله عليه وسلمعلى صورته التي خلق عليها مرتين: مرة بالأفق الأعلى في الأرض، ومرة عند سدرة المنتهى في السماء، وهذا قول عائشة وأكثر العلماء وهو الاختيار، لأنه قرن الرؤية بالمكان فقال " * (عند سدرة المنتهى) *)، ولأنه قال: " * (نزلة أخرى) *) وتقديرها: ولقد رآه نازلا نزلة أخرى، ووصف الله سبحانه بالمكان والنزول الذي هو الانتقال محال؛ ولأنه قال: " * (نزلة أخرى) *) ولم يرو في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم رأى ربه عز وجل قبل ليلة المعراج فيراه تلك الليلة مرة أخرى، يدل عليها ما أخبرني عقيل بن محمد أن أبا الفرج أخبرهم عن محمد بن جرير عن محمد بن المثنى قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي. قال: حدثنا داود بن عامر عن مسروق أن عائشة خ قالت: من زعم أن محمدا رآى ربه فقد أعظم الفرية على الله.
قال: وكنت متكئا فجلست فقلت: يا أم المؤمنين، أنظريني ولا تعجلي، أرأيت قول الله سبحانه * (ولقد رآه نزلة أخرى) * * (ولقد رآه بالأفق المبين) *). قالت:
إنما هو جبريل رآه على صورته التي خلق عليها مرتين: مرة حين هبط من السماء إلى الأرض سادا أعظم حلقة ما بين السماء إلى الأرض، ومرة عند سدرة المنتهى. قالت: وأنا أول من سأل النبي (عن هذه الآية فقال: (هو جبريل).
" * (عند سدرة المنتهى) *) (عند) صلة من قوله: " * (رآه) *) والسدرة: شجرة النبق، وقيل لها سدرة المنتهى؛ لأنه إليها ينتهي علم كل عالم.
وقال هلال بن سياف: سأل ابن عباس كعبا عن سدرة المنتهى وأنا حاضر فقال كعب: