تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٣٢٩
وأخبرنا الحسين بن محمد قال: أخبرني أبو بكر بن مالك القطيعي، عن عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبي، عن عبد الله بن نميرة عن الأعمش عن خيثمة وعن شهر بن حوشب قال: دخل ملك الموت على سليمان، فجعل ينظر إلى رجل من جلسائه يديم إليه النظر، فلما خرج قال الرجل: من هذا؟ قال: هذا ملك الموت، قال: لقد رأيته ينظر إلي كأنه يريدني، قال: فما تريد؟ قال: أريد أن تحملني على الريح فتلقيني بالهند، فدعا بالريح فحملته عليها فألقته بالهند، ثم أتى ملك الموت سليمان (عليه السلام) فقال: إنك كنت تديم النظر إلى رجل من جلسائي، قال: كنت أعجب منه إني أمرت أن أقبض روحه بالهند وهو عندك.
فإن قيل: ما الجامع بين قوله: * (توفته رسلنا و) * * (تتوفهم الملائكة) *) و " * (قل يتوفكم ملك الموت) *) وقوله: " * (الله يتوفى الأنفس حين موتها) *) و " * (هو الذي يتوفكم بالليل) *).
قيل: توفي الملائكة: القبض والنزع. وتوفي ملك الموت: الدعاء والأمر، يدعو الأرواح فتجيبه ثم يأمر أعوانه بقبضها، وتوفي الله سبحانه: خلق الموت، والله أعلم.
(* (ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رءوسهم عند ربهم ربنآ أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون * ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها ولاكن حق القول منى لاملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين * فذوقوا بما نسيتم لقآء يومكم هاذآ إنا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون * إنما يؤمن بئاياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون * تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون * فلا تعلم نفس مآ أخفى لهم من قرة أعين جزآء بما كانوا يعملون * أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون * أما الذين ءامنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون * وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلمآ أرادوا أن يخرجوا منهآ أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون * ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر لعلهم يرجعون * ومن أظلم ممن ذكر بئايات ربه ثم أعرض عنهآ إنا من المجرمين منتقمون) *) 2 قوله تعالى: " * (ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رءوسهم) *) أي مطأطئوا رؤوسهم " * (عند ربهم) *) حياء منه للذي سلف من معاصيهم في الدنيا يقولون: " * (ربنا أبصرنا) *) ماكنا به مكذبين " * (وسمعنا) *))
(٣٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 ... » »»