تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ٢٠
وقال القرظي ومجاهد: هو مناسك الحج واخذ الشارب ونتف الإبط وحلق العانة وقص الأظفار.
عكرمة: التفث: الشعر والظفر.
الوالبي عن ابن عباس: هو وضع الإحرام من حلق الرأس وقص الأظفار ولبس الثياب ونحوها. وأصل التفث في اللغة الوسخ، تقول العرب للرجل تستقذره: ما أتفثك أي ما أوسخك وأقذرك قال أمية بن الصلت:
ساخين آباطهم لم يقذفوا تفثا وينزعوا عنهم قملا وصئبانا " * (وليوفوا نذورهم) *) قال مجاهد: نذر الحج والهدي وما ينذر الانسان من شيء يكون في الحج.
" * (وليطوفوا بالبيت العتيق) *) أراد الطواف الواجب وهو طواف الإفاضة والزيارة الذي يطاف بعد التعريف أما يوم النحر وأما بعده. واختلف العلماء في معنى العتيق، فقال ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وقتادة: سمي عتيقا لأن الله سبحانه أعتقه من الجبابرة أن يصلوا إلى تخريبه، فلم يظهر عليه جبار قط، ولم يسلط عليه إلا من يعظمه ويحترمه.
قال سعيد بن جبير: أقبل تبع يريد هدم البيت حتى إذا كان بقديد أصابه الفالج فدعا الأحبار فقالوا: إن لهذا البيت ربا ما قصده قاصد بسوء إلا حجبه عنه بمكروه فإن كنت تريد النجاة مما عرض لك فلا تتعرض له بسوء.
قال: فأهدى إلى البيت كسوة وأنطاعا فألبست، وكان أول ما ألبست، ونحر عنده ألف ناقة وعفا عن أهله وبرهم ووصلهم، فسميت المطابخ لمطبخة القوم، وكانت خيله جيادا فسميت جياد لخيل تبع، وسميت قعيقعان لقعقعة السلاح حين أقبل من المدينة.
وقال سفيان بن عيينة: سمي بذلك لأنه لم يملك قط، وهي رواية عبيد عن مجاهد قال: إنما سمي البيت العتيق لأنه ليس لأحد فيه شيء.
ابن زيد: لأنه قديم وهو أول بيت وضع للناس، يقال: سيف عتيق ودينار عتيق أي قديم، وقيل: لأنه كريم على الله سبحانه، يقول العرب: فرس عتيق.
" * (ذلك ومن يعظم حرمات الله) *) فيجتنب معاصيه " * (فهو خير له عند ربه) *).
قال ابن زيد: الحرمات: المشعر الحرام والبيت الحرام والمسجد الحرام والبلد الحرام، وقيل: هي المناسك.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»