تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ١٢١
بمعنى تفعلونه تحية من عند الله " * (مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه) *) أي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم " * (على أمر جامع) *) يجمعهم من حرب أو صلاة في جمعة أوجماعة أو تشاور في أمر نزل " * (لم يذهبوا) *) لم يتفرقوا عنه ولم ينصرفوا عما اجتمعوا له من الأمر " * (حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك) *) يا محمد " * (أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله) *).
أخبرني ابن فنجويه قال: حدثنا محمد بن خلف قال: حدثنا إسحاق بن محمد قال: حدثنا أبي قال: حدثنا إبراهيم بن عيسى قال: حدثنا علي عن أبي حمزة الثمالي في هذه الآية قال: هو يوم الجمعة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صعد المنبر يوم الجمعة وأراد الرجل أن يقضي الحاجة، والرجل به العلة لم يخرج من المسجد حتى يقوم بحيال رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يراه، فيعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه إنما قام ليستأذن، فيأذن لمن شاء منهم.
" * (فإذا استأذنوك لبعض شأنهم) *) أمرهم " * (فأذن لمن شئت منهم) *) في الانصراف " * (واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا) *).
قال ابن عباس: يقول: احذروا دعاء الرسول عليكم إذا أسخطتموه، فإن دعاءه موجب ليس كدعاء غيره.
وقال مجاهد وقتادة: لا تدعوه كما يدعو بعضكم بعضا: يا محمد، ولكن فخموه وشرفوه وقولوا: يا نبي الله، يا رسول الله، في لين وتواضع.
" * (قد يعلم الله الذين يتسللون) *) أي يخرجون، ومنه: تسلل القطا " * (منكم) *) أيها المنصرفون عن نبيكم بغير إذنه " * (لواذا) *) أي يستتر بعضكم ببعض ويروغ في خفة فيذهب، واللواذ مصدر لاوذ بفلان يلاوذ ملاوذة ولواذا، ولو كان مصدرا للذت لقال: لياذا مثل القيام والصيام.
وقيل: إن هذا في حفر الخندق، كان المنافقون ينصرفون بغير أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لواذا مختفين.
" * (فليحذر الذين يخالفون عن أمره) *) أي أمره وعن صلة، وقيل: معناه يعرضون عن أمره وينصرفون عنه بغير إذنه " * (أن تصيبهم فتنة) *) أي قتل عن ابن عباس، عطاء: الزلازل والأهوال، جعفر بن محمد: سلطان جائر يسلط عليهم، الحسن: بلية تظهر ما في قلوبهم من النفاق " * (أو يصيبهم عذاب أليم) *) وجيع عاجل في الدنيا. " * (ألا إن لله ما في السماوات والأرض) *) عبيدا وملكا وملكا وخلقا ودلالة على وجوده وتوحيده وكمال قدرته وحكمته.
" * (قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه فينبئهم بما عملوا والله بكل شيء عليم) *).
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»