تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٧ - الصفحة ١١٤
" * (إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله) *) أي إلى كتاب الله " * (ورسوله ليحكم بينهم) *) نصب القول على خبر كان واسمه في قوله " * (ان يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن) *) وذلك أن المنافقين كانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم أينما كنت نكن معك، إن أقمت أقمنا وإن خرجت خرجنا وإن أمرتنا بالجهاد جاهدنا، فقال الله سبحانه " * (قل لهم لا تقسموا طاعة معروفة) *) أي هذه طاعة بالقول واللسان دون الاعتقاد فهي معروفة منكم بالكذب أنكم تكذبون فيها، وهذا معنى قول مجاهد، وقيل: معناه طاعة معروفة أمثل وأفضل من هذا القسم الذي تحنثون فيه.
" * (إن الله خبير بما تعملون) *) من طاعتكم ومخالفتكم.
" * (قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا) *) عن طاعة الله ورسوله والاذعان بحكمهما " * (فإنما عليه) *) أي على الرسول " * (ما حمل) *) كلف وأمر به من تبليغ الرسالة " * (وعليكم ما حملتم) *) من طاعته ومتابعته " * (وإن تطيعوه تهتدوا) *).
سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن عقيل الوراق في آخرين قالوا: سمعنا أبا عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي يقول: سمعت أبا عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري يقول: من أمر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحكمة، ومن أمر الهوى على نفسه قولا وفعلا نطق بالبدعة لقول الله سبحانه * (وإن تطيعوه تهتدوا) * * (وما على الرسول إلا البلاغ المبين وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض) *) إنما أدخل اللام بجواب اليمين المضمر لأن الوعد قول، مجازها وقال الله سبحانه " * (الذين امنوا وعملوا الصالحات) *) والله ليستخلفنهم في الأرض أي ليورثنهم أرض الكفار من العرب والعجم، فيجعلهم ملوكها وسائسيها وسكانها.
" * (كما استخلف الذين من قبلهم) *) يعني بني إسرائيل إذ أهلك الجبابرة بمصر والشام وأورثهم أرضهم وديارهم، وقرأه العامة: كما استخلف بفتح التاء واللام لقوله سبحانه " * (وعد الله) *) وقوله " * (ليستخلفنهم) *).
وروى أبو بكر عن عاصم بضم التاء وكسر اللام على مذهب ما لم يسم فاعله.
" * (وليمكنن) *) وليوطنن " * (لهم دينهم) *) ملتهم التي ارتضاها لهم وأمرهم بها " * (وليبدلنهم) *) قرأ ابن كثير وعاصم ويعقوب بالتخفيف وهو اختيار أبي حاتم، غيرهم: بالتشديد وهما لغتان. وقال بعض الأئمة: التبديل: تغيير حال إلى حال، والإبدال: رفع شيء وجعل غيره مكانه " * (من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر) *) بهذه النعمة " * (بعد ذلك وآثر) *) يعني الكفر بالله " * (فأولئك هم الفاسقون) *).
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»