روى معمر عن الزهري قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على (زينب) وهو يقول: (لا إله إلا الله للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه) قالت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون، قال: (نعم إذا كثر الخبث).
2 (* (وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا * من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشآء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا * ومن أراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولائك كان سعيهم مشكورا * كلا نمد هاؤلاء وهاؤلاء من عطآء ربك وما كان عطآء ربك محظورا * انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللاخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا * لا تجعل مع الله إلاها ءاخر فتقعد مذموما مخذولا * وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهمآ أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا * ربكم أعلم بما فى نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للاوابين غفورا) *) 2 " * (وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح) *) تخوف كفار مكة " * (وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا) *) وقد اختلفوا في مبلغ مدة القرن:
قال عبد الله بن أبي: وفي القرن عشرون ومائة سنة، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول قرن كان وآخرهم يزيد بن معاوية.
وروى محمد بن القاسم عن عبد الله بن بشير المازني أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع يده على رأسه وقال: (سيعيش هذا الغلام قرنا) فقلت: كم القرن؟ قال: (مائة سنة).
قال محمد بن القاسم: ما زلنا نعد له حتى (تمت) مائة سنة ثم مات.
وقال الكلبي: القرن ثمانون سنة.
وروى عمر بن شاكر عن ابن سيرين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (القرن أربعون سنة).
" * (من كان يريد العاجلة) *) يعني الدنيا فعبرنا بحرف عن الاسم، أراد بالدار العاجلة " * (عجلنا له فيها ما نشاء) *) من البسط والتقدير " * (لمن نريد) *) أن يفعل به ذلك (أول) إهلاكه، " * (ثم جعلنا له جهنم) *) في الآخرة " * (يصلاها) *) يدخلها " * (مذموما مدحورا) *) مطرودا مبعدا " * (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها) *) وعمل لها عملها " * (وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا) *) مقبولا غير مكفور " * (كلا نمد هؤلاء وهؤلاء) *) أي نمد كل الفريقين، من يريد العاجلة ومن يريد الآخرة