تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٨٧
والغضب: اللهم العنه اللهم أهلكه " * (دعاءه بالخير) *) أي كدعائه ربه أن يهب له العافية والنعمة ويرزقه السلامة في نفسه وماله وولده (بالشر لهلك) ولكن الله بفضله لا يستجيب له في ذلك، نظيره قوله تعالى " * (ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم) *) * * (و كان الإنسان عجولا) *) عجلا بالدعاء على ما يكره أن يستجاب له فيه.
قال مجاهد وجماعة من المفسرين، وقال ابن عباس: (يريد) ضجرا لا صبرا له على سراء ولا ضراء.
وقال قوم من المفسرين: أراد الانسان آدم.
قال سلمان الفارسي: أول ما خلق الله من آدم رأسه، فجعل ينظر وهو يخلق جسده فلما كان عند العصر بقيت رجلاه لو يبث فيها الروح، فقال: يا رب عجل قبل الليل فذلك قوله " * (و كان الإنسان عجولا) *).
وروى الضحاك عن ابن عباس قال: لما خلق الله رأس آدم نظر إلى جسده فأعجبه، فذهب لينهض فلم يقدر، فهو قول الله " * (وكان الإنسان عجولا) *) (وقيل: المراد آدم فإنه لما اهتدى للصح إلى سترته ذهب لينهض فسقط، يروى أنه علم وقع أسيرا إلى سودة بنت زمعة فرحمته لأنينه فأرخت من كتافه فهرب فدعا النبي عليها بقطع اليد ثم ندم فقال: اللهم إنما أنا بشر فمن دعوت عليه فاجعل دعائي رحمة له فنزلت هذه الآية) " * (وجعلنا الليل والنهار آيتين) *) دلالتين وعلامتين على وحدانيتنا ووجودنا وكمال علمنا وقدرتنا وعدد السنين والحساب " * (فمحونا آية الليل) *) قال أبو الطفيل: سأل ابن الكواء عليا (ح) فقال: ما هذا السواد في القمر؟ فقال علي: " * (فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة) *) وهو المحو.
وقال ابن عباس: الله نور الشمس سبعين جزءا ونور القمر سبعين جزءا فمحا من نور القمر تسعة وستين جزءا فجعله مع نور الشمس فالشمس على مائة وتسعة وثلاثين جزءا والقمر على جزء واحد.
" * (وجعلنا آية النهار) *) وهي الشمس " * (مبصرة) *) (منيرة مضيئة).
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»