تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ٢٢٤
وعاصم ويعقوب يذكر بالتخفيف، والاختيار التشديد لقوله سبحانه " * (إنما يتذكر أولوا الألباب) *) وأخواتها، يدل عليه قراءة أبي " * (يتذكر الانسان) *) يعني أبى بن خلف الجمحي " * (أنا خلقناه من قبل ولم يكن شيئا) *) ثم أقسم بنفسه فقال " * (فوربك لنحشرنهم) *) لنجمعنهم في المعاد يعني المشركين المنكرين للبعث " * (والشياطين) *) مع الشياطين يعني قرناءهم الذين أضلوهم، يقرن كل كافر مع شيطان في سلسلة " * (ثم لنحضرنهم حول جهنم) *) يعني في جهنم " * (جثيا) *) قال ابن عباس: جماعات جماعات، وقال مقاتل: جميعا وهو على هذا القول جمع جثوة، وقال الحسن والضحاك: جاثية على الركب وهو على هذا التأويل جمع جاث. قال الكميت:
هم تركوا سراتهم جثيا وهم دون السراة مقرنينا " * (ثم لننزعن من كل شيعة) *) لنخرجن من كل أمة وأهل دين " * (أيهم أشد على الرحمان عتيا) *) عتوا قال ابن عباس: يعني جرأة، وقال مجاهد: فجورا وكذبا، قال مقاتل: علوا، وقيل: غلوا في الكفر، وقيل: كفرا، وقال الكلبي: قائدهم رأسهم في الشر.
أخبرنا عبد الله بن حامد قال: حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا أبو أسامة عن سفيان عن علي بن الأرقم عن أبي الأحوص قال: نبدأ بالأكابر فألاكابر " * (ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا) *) أي أحق بدخول النار، يقال: صلي يصلى صليا مثل لقي يلقى لقيا وصلى يصلى صليا مثل مضى يمضي مضيا.
2 (* (وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا * ثم ننجى الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا * وإذا تتلى عليهم ءاياتنا بينات قال الذين كفروا للذين ءامنوا أى الفريقين خير مقاما وأحسن نديا * وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورءيا * قل من كان فى الضلالة فليمدد له الرحمان مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا * ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والبقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا * أفرأيت الذى كفر بئاياتنا وقال لاوتين مالا وولدا * أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمان عهدا * كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا * ونرثه ما يقول ويأتينا فردا * واتخذوا من دون الله ءالهة ليكونوا لهم عزا * كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا * ألم تر أنآ أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا * فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا * يوم نحشر المتقين إلى الرحمان وفدا * ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا * لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمان عهدا) *) 2 " * (وإن منكم إلا واردها) *) قيل: في الآية اضمار مجازه: والله إن منكم يعني ما منكم من
(٢٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 ... » »»