تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٦ - الصفحة ١٨٠
يأخذ كل سفينة غصبا * وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينآ أن يرهقهما طغيانا وكفرا * فأردنآ أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكواة وأقرب رحما * وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين فى المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغآ أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمرى ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا) *) 2 " * (وإذ قال موسى لفتاه) *) الآية قال ابن عباس: لما ظهر موسى (عليه السلام) وقومه على مصر أنزل قومه مصر، فلما استقرت بهم الدار أنزل الله عز وجل: " * (أن ذكرهم بأيام الله) *) فخطب قومه وذكر بما آتاهم الله عز وجل من الخير والنعمة؛ إذ نجاهم من آل فرعون وأهلك عدوهم واستخلفهم في الأرض، فقال: (وكلم الله نبيكم تكليما، واصطفاني لنفسه، وألقى علي محبة منه، وآتاكم من كل ما سألتموه، ونبيكم أفضل أهل الأرض، وأنتم تقرؤون التوراة). فلم يترك نعمة أنعمها الله عز وجل عليهم إلا ذكرها وعرفها إياهم، فقال له رجل من بني إسرائيل: قد عرفنا الذي تقول، فهل على وجه الأرض أحد أعلم منك يا نبي الله؟ قال: (لا). فعتب الله عز وجل عليه حين لم يرد العلم إليه، فبعث إليه جبرئيل، فقال: (يا موسى وما يدريك أين أضع علمي؟ بل إن لي عبدا بمجمع البحرين أعلم منك). فسأل موسى ربه أن يريه إياه، فأوحى الله عز وجل إليه أن: (ايت البحر فإنك تجد على شط البحر حوتا، فخذه فادفعه إلى فتاك، ثم الزم شط البحر إذا نسيت الحوت وهلك منك فثم تجد العبد الصالح).
وقال ابن عباس في رواية أخرى: سأل موسى ربه فقال: (رب أي عبادك أحب إليك؟). قال: (الذي يذكرني فلا ينساني). قال: (فأي عبادك أقضى؟). قال: (الذي يقضي بالحق ولا يتبع الهوى). قال: (ربي فأي عبادك أعلم؟). قال: (الذي يبغي علم الناس إلى علمه عسى أن يصيب كلمة تدله على هدى أو ترده عن ردى). قال: (إن كان في عبادك أحد هو أعلم مني فادللني عليه). فقال له: (نعم، في عبادي من هو أعلم منك). قال: (من هو؟). قال: (الخضر). قال: (وأين أطلبه؟). قال: (على الساحل عند الصخرة). وجعل الحوت له آية، وقال: (إذا حي هذا الحوت، وعاش، فإن صاحبك هناك).
وكانا قد تزودا سمكا مالحا فذلك قوله عز وجل: " * (وإذ قال موسى) *) بن عمران " * (لفتاه) *): صاحبه يوشع بن نون بن إفرائيم بن يوسف. وقيل: فتاه أخو يوشع، كان معه في سفره. وقيل: فتاه عبده ومملوكه: " * (لا أبرح) *): لا أزال أسير " * (حتى أبلغ مجمع البحرين) *)، قال قتادة: بحر فارس والروم مما يلي المشرق. وقال محمد بن كعب: طنجة. وقال أبي بن كعب: أفريقية
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»