تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٣٢٦
كان الرجل منها فوق صعل من الظلمان جؤجؤه هواء وقال حبان ألا أبلغ أبا سفيان عنى فأنت مجوف نخب هواء " * (وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب) *) وهو يوم القيامة " * (فيقول) *) عطف على يوم يأتيهم وليس بجواب فلذلك وقع " * (الذين ظلموا) *) أشركوا " * (ربنا أخرنا) *) أمهلنا " * (إلى أجل قريب) *) وهو الدنيا يعني أرجعنا إليها " * (نجب دعوتك ونتبع الرسل) *) فيجابون " * (أو لم تكونوا أقسمتم) *) حلفتم " * (من قبل) *) في دار الدنيا " * (ما لكم من زوال) *) فيها أي لا يبعثون، وهو قوله " * (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يقبل من يموت) *)، " * (وسكنتم) *) في الدنيا " * (في مساكن الذين ظلموا أنفسهم) *) بالكفر والمعصية قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم " * (وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم) *) أي جزاء مكرهم " * (وإن كان مكرهم) *).
قرأه العامة: بالنون.
وقرأ عمر وعلي وأبن مسعود: وأبي: وإن كاد مكرهم ما يزال.
" * (لتزول منه الجبال) *). قرأه العامة: بكسر اللام الأول وفتح الثانية.
وقرأ ابن جريج والكسائي: بفتح الميم الأولى وضم الثانية بمعنى قراءة العامة الزجاج في قوله " * (وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال) *)، أي ما كان مكرهم لتزول.
أمر النبي صلى الله عليه وسلم وأمر الإسلام وثبوته كثبوت الجبال الراسخة؛ لأن الله وعده إظهار دينه على الأديان كلها، وقيل معناه: كان مكرهم.
قال الحسن: إن كان مكرهم لأوهن وأضعف من أن يزول منه الجبال، وقال خمس مواضع في القرآن (إن) بمعنى (ما) قوله " * (وإن كان مكرهم) *)، وقوله:
" * (لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين) *) وقوله: * (قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) * * (فيما إن مكناكم فيه) *) وقوله " * (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك) *) ومن فتح اللام الأولى فعلى استعظام مكرهم
(٣٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 ... » »»