وقيل بأن الهاء في قوله له راجعة إلى محمد صلى الله عليه وسلم يعني وإنا لمحمد لحافظون ممن أراده بسوء نظيره * (والله يعصمك من الناس) * * (ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين) *) في الآية إضمار، مجازها ولقد أرسلنا من قبلك في شيع أمم من الأولين.
قاله ابن عباس وقتادة، وقال الحسن: فرق الأولين وواحدتها شيعة وهي الفرقة والطائفة من الناس " * (وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون) *) كما فعلوا بك يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم " * (كذلك نسلكه) *) يعني كما أسلكنا الكفر والتكذيب والاستهزاء بالرسل في قلوب شيع الأولين كذلك نسلكه أي نجعله وندخله في قلوب مشركي قومك " * (لا يؤمنون به) *) يعني حتى لا يؤمنوا بمحمد، وفي هذه الآية رد على المعتزلة، فقال سلكه يسلكه سلكا وسلوكا وأسلكه إسلاكا.
قال عدي بن زيد:
وكنت لزاز خصمك لم أعرد وقد سلكوك في قوم عصيب " * (وقد خلت سنة الأولين) *) وقائع الله لا من خلا من هكذا في الأمم نخوف أهل مكة.
" * (ولو فتحنا عليهم) *) يعني ولو فتحنا على هؤلاء القائلين لوما تأتينا بالملائكة " * (بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون) *) فظلت الملائكة تعرج فيه وهم يرونهم عيانا، لقالوا: إنما سكرت أبصارنا، هذا قول ابن عباس وأكثر العلماء.
قال الحسن: هذا العروج راجع إلى بني آدم يعني فظل هؤلاء الكافرون فيه يعرجون أي يصعدون ومنه المعراج " * (لقالوا إنما سكرت) *) سدت " * (أبصارنا) *) قاله ابن عباس، وقال الحسن: سحرت.
قتادة: أخذت.
الكلبي: أغشيت وعميت.
وكان أبو عمرو وأبو عبيدة يقولان: هو من سكر الشراب ومعناه قد عش أبصارنا السكر، المؤرخ: دير بنا.
وقرأ مجاهد وابن كثير: سكرت بالتخفيف أي حبست ومنعت بالنظر كما سكر النهر ليحبس الماء " * (بل نحن قوم مسحورون) *) سحرنا محمد.