تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٢٧١
يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الارحام وما تزداد وكل شىء عنده بمقدار * عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال * سوآء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف باليل وسارب بالنهار) *) 2 " * (وإن تعجب) *) يا محمد من تكذيب هؤلاء المشركين واتخاذهم ما لا يضر ولا ينفع آلهة يعبدونها من دون الله، وهم قراؤ تعبدون من الله وأمره وما ضرب الله من الأمثال " * (فعجب قولهم) *) فتعجب أيضا من قيلهم " * (إذا كنا ترابا) *) بعد الموت " * (إنا لفي خلق جديد) *) فيعاد خلقنا جديدا كما كنا قبل الوجود.
قال الله: " * (أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم) *) يوم القيامة " * (وأولئك أصحاب النار) *) جهنم " * (ويستعجلونك) *) يعني مشركي مكة " * (بالسيئة) *) بالبلاء والعقوبة " * (قبل الحسنة) *) الرخاء والعافية، وذلك أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن جاءهم العذاب فاستهزأ منهم بذلك.
وقالوا: " * (اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء) *) الآية " * (وقد خلت من قبلهم المثلات) *) وقد مضت من قبلهم في الأمم التي عصت ربها وكذبت رسلها، العقوبات المنكلات واحدتها: مثلة بفتح الميم وضم التاء مثل صدقة وصدقات.
وتميم: بضم التاء والميم جميعا، وواحدتها على لغتهم مثلة بضم الميم وجزم الثاء مثل عرفة وعرفات والفعل منه مثلت به أمثل مثلا بفتح الميم وسكون الثاء.
" * (وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب) *).
أحمد بن منبه عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال: ولما نزلت هذه الآية " * (وإن ربك لذو مغفرة للناس) *) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا عفو الله وتجاوزه ما هنأ لأحد العيش، ولولا وعيده وعقابه لاتكل كل أحد).
" * (ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه) *) يعني على محمد صلى الله عليه وسلم " * (آية) *) علامة وحجة على نبوته، قال الله: " * (إنما أنت منذر) *) مخوف " * (ولكل قوم هاد) *) داع يدعوهم إلى الله عز وجل إمام يأتمون به.
وقال الكلبي: داع يدعوهم إلى الضلالة أو إلى الحق.
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»