تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ١٦٦
تزدري) *) تحتقر وتستصغر " * (أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا) *) يعني يؤخذ وانما " * (الله أعلم بما في أنفسهم) *) من النية والعزم والخير والشر " * (إني إذا لمن الظالمين) *) إن فعلت ذلك.
" * (قالوا يا نوح قد جادلتنا) *) ما ريتنا وخاصمتنا " * (فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا) *) يعني العذاب " * (إن كنت من الصادقين قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين ولا ينفعكم نصحي) *) نصيحتي " * (إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم) *) يهلككم ويضلكم " * (هو ربكم) *) والأمر والحكم له " * (وإليه ترجعون) *) فيجازيكم بأعمالكم وهو رد على المعتزلة و (المرجئة).
" * (أم يقولون افتراه) *) قال ابن عباس: يعني نوحا، مقاتل يعني محمدا صلى الله عليه وسلم " * (قل إن افتريته فعلي إجرامي) *) إثمي ووبال أمري، لا تؤخذون بذنبي " * (وأنا بريء مما تجرمون) *) لا أواخذ بذنوبكم " * (وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ولا تبتئس) *) ولا تحزن وهو منفعل من البؤس " * (بما كانوا يفعلون) *) فإني مهلكهم ومنقذك منهم فحينئذ دعا عليهم " * (وقال رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) *).
" * (واصنع الفلك) *) واعمل السفينة " * (بأعيننا) *) بمرأى منا، الضحاك: بمنظر منا، مقاتل: بعلمنا، ربيع: بمسمعنا " * (ووحينا) *) (على ما أوحينا إليك)، قال ابن عباس: وذلك إنه لم يعلم كيف يصنع الفلك فأوحى الله إليه أن يصنعها على جؤجؤ الطائر " * (ولا تخاطبني في الذين ظلموا) *) ولا تسألني العفو عن هؤلاء الذين كفروا " * (إنهم مغرقون) *) بالطوفان، أمر أن لا يشفع لهم عنده، وقال: عنى امرأته وابنه.
" * (ويصنع الفلك) *) قيل: معناه وكان يصنع الفلك، وقيل: معناه وصنع الفلك " * (وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه) *) هزئوا به.
" * (قال إن تسخروا منا) *) الآن " * (فإنا نسخر منكم) *) إذا عاينتم عذاب الله " * (فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه) *) يهينه " * (ويحل عليه عذاب مقيم) *) دائم، قال ابن عباس: اتخذ نوح (عليه السلام) السفينة في سنتين، وكان طول السفينة ثلاثمائة ذراع، وعرضها خمسين، وطولها في السمك ثلاثين ذراعا، وكانت من خشب الساج، وجعل لها ثلاثة بطون فحمل في البطن الأسفل الوحوش والسباع والهوام، وفي البطن الأوسط الدواب والأنعام، وركب هو في البطن الأعلى (.....)، عما يحتاج إليه من الزاد.
روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مكث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»