تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ١٦٣
بني إسرائيل " * (يؤمنون به ومن يكفر به) *) أي بمحمد وقيل بالقرآن، وقيل بالتوراة " * (من الأحزاب فالنار موعده) *).
روى سعيد بن جبير عن أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يستمع لي يهودي ولا نصراني، ولا يؤمن بي إلا كان من أهل النار).
قال أبو موسى فقلت في نفسي: إن النبي لا يقول مثل هذا القول إلا من الفرقان فوجدت الله يقول: * (ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده) * * (فلا تك في مرية) *) أي في شك " * (منه إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا) *) زعم أن لله ولدا أو شريكا أو كذب بآيات القرآن " * (أولئك) *) يعني الكاذبين، " * (يعرضون على ربهم) *) فيسألهم عن أعمالهم ويجزيهم بها.
" * (ويقول الأشهاد) *) يعني الملائكة الذين كانوا يحفظون أعمالهم عليهم في الدنيا، في قول مجاهد والأعمش، وقال الضحاك: يعني الأنبياء والرسل، وقال قتادة: يعني الخلائق.
وروى صفوان بن محرز المازني قال: بينا نحن نطوف بالبيت مع عبد الله بن عمر إذ عرض له رجل فقال: يا بن عمر ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى؟ فقال: سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم (يقول): (يدنو المؤمن من ربه حتى يضع كتفيه عليه فيقرره بذنوبه فيقول: هل (تعرف ما فعلت؟ يقول: (رب أعرف مرتين، حتى إذا بلغ ما شاء الله أن يبلغ فقال: وإني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، وقال (ثم يعطى صحيفة حسناته، أو كتابه بيمينه قال): وأما الكافر والمنافق فينادى بهم على رؤوس الأشهاد).
" * (هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض) *) قال ابن عباس: سابقين.
مقاتل بن حيان: قانتين، قتادة: (هرابا) * * (وما كان لهم من دون الله من أولياء) *) أنصار تغني (عنهم) * * (يضاعف لهم العذاب) *) يعني يزيد في عذابهم.
" * (ما كانوا يستطيعون السمع) *) اختلف في تأويله: قال قتادة (....): " * (وما كانوا يبصرون) *) الهدى، وقوله: " * (إنهم عن السمع لمعزولون) *) قال ابن عباس: إن الله تعالى إنما حال بين أهل الشرك وبين طاعته في الدنيا، وأما في الدنيا فإنه قال " * (ما كانوا يستطيعون السمع وما
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»