تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ١٤١
ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين * ونجنا برحمتك من القوم الكافرين * وأوحينآ إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلواة وبشر المؤمنين) *) 2 " * (واتل عليهم) *) اقرأ يا محمد على أهل مكة " * (نبأ) *) خبر " * (نوح إذ قال لقومه) *) ولد وأهل " * (يا قوم إن كان كبر) *) عظم وثقل وشق " * (عليكم مقامي) *) فلو شق مكثي بين أظهركم " * (وتذكيري) *) ووعظي إياكم " * (بآيات الله) *) بحججه وبيناته فعزمتم على قتلي أو طردي " * (فعلى الله توكلت) *) فبالله وثقت " * (فأجمعوا) *) قرأه العامة بقطع الألف وكسر الميم أي فأعدوا وأبرموا وأحكموا " * (أمركم) *) فاعزموا عليه. قال المؤرخ: أجمعت الأمر أفصح من أجمعت عليه، وأنشد:
يا ليت شعري والمنى لا تنفع هل أغدون يوما وأمري مجمع وقرأ الأعرج والجحدري موصولة مفتوحة الميم من الجمع اعتبارا بقوله فجمع كيده، وقال أبو معاذ: ويجوز أن يكون بمعنى وأجمعوا أي فأجمعوا واحد يقال: جمعت وأجمعت بمعنى واحد.
قال أبو ذؤيب: (عزم عليه كأنه جمع نفسه له، والأمر مجمع) * * (وشركائكم) *) فيه إضمار أي: وادعوا شركاءكم أي آلهتكم فاستعينوا، وكذلك في مصحف أبي؛ وادعوا شركاءكم، وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق وعيسى وسلام ويعقوب: وشركاؤكم رفعا على معنى: فأجمعوا أمركم أنتم وشركاؤكم، أي وليجمع معكم شركاؤكم، واختار أبو عبيد وأبو حاتم النصب لموافقة الكتاب وذلك أنه ليس فيه واو.
" * (ثم لا يكن أمركم عليكم غمة) *) أي خفيا مظلما ملتبسا مبهما من قولهم: غم الهلال على الناس إذا أشكل عليهم فلم يتبينوه، قال طرفة:
لعمرك ما أمري علي بغمة نهاري وما ليلي علي بسرمد وقيل: هو من الغم لأن الصدر يضيق فلا يتبين صاحبه لأمره مصدرا ينفرج عنه ما بقلبه، قالت الخنساء:
وذي كربة راخى ابن عمرو خناقه وغمته عن وجهه فتجلت " * (ثم اقضوا إلي) *) أي آمنوا إلى ما في أنفسكم أو افرغوا منه، يقال: قضى فلان إذا مات ومضى وقضى منه إذا فرغ منه.
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»