تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ١٤٤
ويقتلون. وقال مجاهد: لا تعذبنا بأيدي قوم (ظالمين ولا تعذبنا) بعذاب من عندك، فيقول قوم فرعون: لو كانوا على حق لما عذبوا، ولا تسلطنا عليهم فيفتتنوا " * (ونجنا برحمتك من القوم الكافرين وأوحينا إلى موسى وأخيه) *) (أمرناهما) * * (أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا) *) يقال: تبوأ فلان لنفسه بيتا (والمبوأ المنزل ومنه بوأه الله منزلا) إذا اتخذه له.
" * (واجعلوا بيوتكم قبلة) *) قال أكثر المفسرين: كانت بنو إسرائيل لا يصلون إلا في كنائسهم وبيعهم، وكانت ظاهرة، فلما أرسل موسى أمر فرعون بمساجد بني إسرائيل فخربت، ومنعهم من الصلاة، فأمروا أن يتخذوا مساجد لهم يصلون فيها خوفا من فرعون، وهذا قول إبراهيم وابن زيد والربيع وهي كذلك، ورواية عكرمة عن ابن عباس.
قال مجاهد وخلف: (قال موسى) لمن معه من قوم فرعون أن صلوا إلى الكنائس الجامعة، فأمروا أن يجعلوا بيوتهم مساجد مستقبلة للكعبة فيصلون فيها سرا. ومعنى البيوت هنا (يكون) المساجد.
وتقدير الآية: واجعلوا بيوتكم إلى القبلة. وهذا رواية ابن جريج عن ابن عباس، قال: كانت الكعبة قبلة موسى ومن معه. قال سعيد بن جبير: معناه: واجعلوا بيوتكم يقابل بعضها بعضا، والقبلة الوجهة.
" * (وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين) *) يا محمد.
2 (* (وقال موسى ربنآ إنك ءاتيت فرعون وملاه زينة وأموالا فى الحيواة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم * قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعآن سبيل الذين لا يعلمون * وجاوزنا ببني إسراءيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذآ أدركه الغرق قال ءامنت أنه لاإلاه إلا الذىءامنت به بنوا إسراءيل وأنا من المسلمين * ءالئن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين * فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك ءاية وإن كثيرا من الناس عن ءاياتنا لغافلون) *) 2 " * (وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة) *) من متاع الدنيا وأثاثها. مقاتل: شارة حسنة، لقوله: " * (فخرج على قومه بزينته) *) * * (وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك) *). اختلفوا في هذه اللام فقال بعضهم هي لام (كي) ومعناه (أعطيتهم لكي يضلوا ويبطروا ويتكبروا) لتفتنهم بها فيضلوا ويضلوا إملاء منك، وهذا كقوله تعالى: " * (فأسقيناهم ماءا غدقا لنفتنهم فيه) *)
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»