تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٢١٣
قال عمران: يا رسول الله هذه الآية لأهل بيتك خاصة أم للمسلمين عامة؟
قال: (بل للمسلمين عامة).
" * (قل أغير الله أبغي ربا) *) سوى الله أطلب سيدا " * (وهو رب كل شيء ولا تكسب كل نفس إلا عليها) *) لا تؤخذ مما أتت من المعصية وارتكبت من الذنوب سواها.
" * (ولا تزروا وازرة وزر أخرى) *) يعني ولا تحمل نفس حمل طبق محل اخرى ما عليها من الذنوب ولاتأثم نفس آثمة بأثم أخرى، بل كل نفس مأخوذ بجرمها ومعاقبة بإثمها " * (ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون وهو الذي جعلكم خلائف الأرض) *) يعني أهل القرون الماضية والأمم الخالية وأورثكم الأرض من بعدهم ثم جعلكم خلايف منهم فيما يخلفونهم فيها ويعمرونها بعدهم والخلاف جمع خليفة، كالوصيف يجمع وصيفة فكل من جاء من بعد من مضى فهو خليفة يقال: خلف فلان فلانا في داره يخلفه خلافة فهو خليفة كما قال الشماخ:
تصيبهم وتخطئني المنايا وأخلف في ربوع عن ربوع " * (ورفع بعضكم فوق بعض درجات) *) يعني وخالف بين أحوالكم فجعل بعضكم فوق بعض في الخلق والرزق والقوة والبسطة والعلم والفضل والمعاش والمعاد " * (ليبلوكم فيما أتاكم) *) يعني الغنى والفقر والشريف والوضيع والحر والعبد " * (إن ربك سريع العقاب) *) يعني ما هو آت قريب، وقيل: الهلاك في الدنيا.
وقال الكلبي: إذا عاقب فعقابه سريع، وقال عطاء: سريع العقاب لأعدائه " * (وإنه لغفور رحيم) *) لأوليائه.
(٢١٣)
مفاتيح البحث: الهلاك (1)، الغنى (1)، الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»