تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٢٠٦
معناه: ثم آتينا موسى الكتاب متما للمحسنين يعني تتميما منا للأنبياء والمؤمنين الكتب " * (على) *) بمعنى (اللام) كما تقول أتم الله عليه فأتم له. قال الشاعر:
رعته أشهرا وخلا عليها فطار التي فيها واستعارا أراد: وخلا لها.
وقيل: (الذي) بمعنى (ما)، يعني آتينا موسى الكتاب تماما على ما أحسن موسى من العلم والحكمة أي زيادة على ذلك.
وقال عبد الله بن بريدة: معناه تماما مني على مني وإحساني إلى موسى، وقال ابن زيد: معناه تماما على إحسان الله إلى أنبيائه وأياديه عندهم، وقال الحسن: فمنهم المحسن ومنهم المسئ فنزل الكتاب تماما على المحسنين، وقرأ يحيى بن يعمر: على الذي أحسن، بالرفع أي على " * (الذي أحسن وتفصيلا) *) بيانا " * (لكل شيء) *) يحتاج إليه من شرائع الدين " * (وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون) *) هذا يعني وهذا القرآن " * (كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه) *) واعملوا بما فيه " * (واتقوا) *) وأطيعوا " * (لعلكم ترحمون) *) فلا تعذبون.
(* (أن تقولوا إنمآ أنزل الكتاب على طآئفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين * أو تقولوا لو أنآ أنزل علينا الكتاب لكنآ أهدى منهم فقد جآءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها سنجزى الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون * هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتى ربك أو يأتى بعض ءايات ربك يوم يأتى بعض ءايات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن ءامنت من قبل أو كسبت فىإيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون * إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم فى شىء إنمآ أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون * من جآء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جآء بالسيئة فلا يجزىإلا مثلها وهم لا يظلمون * قل إننى هدانى ربىإلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين * قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين * لا شريك له وبذالك أمرت وأنا أول المسلمين * قل أغير الله أبغى ربا وهو رب كل شىء ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون * وهو الذى جعلكم خلائف الارض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فى مآ آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم) *) 2 " * (أن تقولوا) *) يعني (لئلا) تقولوا كقوله " * (يبين الله لكم أن تضلوا) *) وقوله: " * (قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا) *) يعني أي لا تقولوا يعني لئلا تقولوا.
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»