تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٢٠٣
وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذالكم وصاكم به لعلكم تذكرون * وأن هاذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذالكم وصاكم به لعلكم تتقون * ثم ءاتينا موسى الكتاب تماما على الذىأحسن وتفصيلا لكل شىء وهدى ورحمة لعلهم بلقآء ربهم يؤمنون * وهاذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون) *) 2 ثم قال " * (قل يا محمد تعالوا أتل) *) أقرأ " * (ما حرم ربكم عليكم) *) حقا يقينا كما أوحى إلي ربي وأمرني به لاظنا ولا تكذيبا كما يزعمون " * (لا تشركوا به شيئا) *) اختلفوا في محل أن فقال بعضهم: (محله) نصب، ثم اختلفوا في وجه انتصابه فقيل معناه: حرم أن تشركوا ولا صلة كقولهم: (ما منعك ألا تسجد).
وقيل: إنك ألا تشركوا، وقيل: أوحى ألا تشركوا، وقيل: (ما) بدل (من) ما حرم، وقيل: الكلام عند قوله " * (حرم ربكم) *) ثم قال: عليكم أن لا تشركوا على الكفر، وقال بعضهم: موضع (من) معناه: وهو أن لا تشركوا جهرا بكفركم، وأما بعده فيجوز أن يكون في محل النصب عطفا على قوله أن لا تشركوا) وأن ( .......) لأنه يجوز أن يكون جزم على الأقوى كقوله * (قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم) * * (ولا تكونن من المشركين) *) عطف بالنهي على الخبر قال الشاعر:
حج وأوصي بسليمى إلا عبدا أن لا ترى ولا تكلم أحدا ولا يزال شرابها مبردا " * (وبالوالدين إحسانا فلا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم) *) ولاتئدوا بناتكم خشية العيش فإني أرزقكم وإياهم والإملاق الفقر ونفاد الزاد.
" * (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها) *) يعني علانية " * (وما بطن) *) يعني السر قال المفسرون: كانوا في الجاهلية يستقبحون الزنا في العلانية ولا يرون به بأسا في السر فحرم الله تعالى الزنا في العلانية والسر وقال الضحاك: ما ظهر الخمر وما بطن " * (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله) *) (نهى وهي) نفس مؤمن أو معاهد " * (إلا بالحق) *) يعني بما أباح قبلها وهي الارتداد والقصاص والرجم.
وروى مطر الوراق عن نافع بن عمر عن عثمان رضي الله عنه أشرف على أصحابه وقال: علام يقتلونني فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يحل دم أمرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث:
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»