ليبك لزيد ضارع لخصومة ومختبط مما تطيح الطوائح فزيد مفعول مستقل بنفسه غير مسمى فاعله، ثم بين فقال: ضارع.
أي ليبكيه ضارع، وقوله تعالى " * (ليردوهم) *) ليهلكوهم " * (وليلبسوا) *) أي ليخلطوا ويشبهوا " * (عليهم دينهم) *) وكانوا على دين إسماعيل فرجعوا عنه " * (ولو شاء الله) *) هداهم ووفقهم وعصمهم عن " * (ما فعلوه) *) ذلك من تحريم الأنعام والحرث، وقيل: الأولاد " * (فذرهم) *) يا محمد " * (وما يفترون) *) يختلقون على الله الكذب فإن الله لهم بالمرصاد ولا يخلف الميعاد " * (وقالوا) *) يعني المشركين " * (هذه أنعام وحرث حجر) *) يعني ما كانوا جعلوه لله ولآلهتهم التي قد مضى ذكرها.
وقال مجاهد: يعني بالأنعام، البحيرة والسائبة والوصيلة والحام، والحجر: الحرام. قال الله تعالى ويقولون " * (حجرا محجورا) *) أي حراما حرما.
قال الليث:
حنت إلى النخلة القصوى فقلت لها حجر حرام ألا تلك الدهاريس وأصله من الحجر وهو المنع والحظر، ومنه: حجر القاضي على المفسد.
وقرأ الحسن وقتادة: وحرث حجر بضم الحاء وهما لغتان. وقرأ أبي بن كعب وابن عباس وابن الزبير وأبي طلحة والأعمش: وحرث حرج بكسر الحاء والراء قبل الجيم وهي لغة أيضا مثل جذب وجبذ.
وأنشد أبو عمرو:
ألم تقتلوا الحرجين إذ أعرضا لكم يمران بالأيدي اللحاء المضفرا " * (لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم) *) يعنون الرجال دون النساء " * (وأنعام حرمت ظهورها) *) يعني الحامي إذا ركب ولد ولده. قالوا: حمى ظهره فلا يركب ولا يحمل عليه " * (وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها) *).
قال مجاهد: كانت لهم من أنعامهم طائفة لا يذكرون اسم الله عليها ولا في شيء من شأنها لا أن ركبوا ولا أن حلبوا ولا أن نتجوا ولا أن باعوا ولا أن حملوا