تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٨١
فقال كعب والحسن والكلبي ومطر الوراق ومحمد بن جعفر بن الزبير وابن جريج وابن زيد: معناه: إني قابضك.
" * (ورافعك) *): من الدنيا.
" * (إلي) *): من غير موت، يدل عليه قوله " * (فلما توفيتني) *) أي قبضتني إلى السماء وأنا حي؛ لأن قومه إنما تنصروا بعد رفعه لا بعد موته. وعلى هذا القول للتوفي تأويلان:
أحدهما: إني رافعك إلي وافيا لن ينالوا منك. من قولهم: توفيت كذا واستوفيته أي أخذته تاما.
و الآخر: إني مسلمك، من قولهم: توفيت منه كذا أي سلمته. وقال الربيع بن أنس: معناه أني منيمك ورافعك إلي من قومك، يدل عليه قوله: " * (وهو الذي يتوفاكم بالليل) *): أي ينيمكم؛ لأن النوم أخو الموت، وقوله " * (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها) *).
وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: إني مميتكم، يدل عليه: " * (قل يتوفاكم ملك الموت) *)، وقوله " * (وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك) *) وله على هذا القول تأويلان:
أحدهما: ما قال وهب: توفى الله عيسى ثلاث ساعات من النهار ثم أحياه ورفعه. والآخر: ما قاله الضحاك وجماعة من أهل المعاني: إن في الكلام تقديما وتأخيرا، معناه إني رافعك إلي.
" * (ومطهرك من الذين كفروا) *): ومتوفيك بعد إنزالك من السماء كقوله عز وجل: " * (ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى) *).
وقال الشاعر:
ألا يا نخلة من ذات عرق عليك ورحمة الله السلام أي عليك السلام ورحمة الله
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»