تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٧٨
وعن روح بن القاسم قال: سألت قتادة عن الحواريين فقال: هم الذين تصلح لهم الخلافة.
والحواري في كلام العرب الضامن خاصة الرجل الذي يستعين به فيما ينوبه. يدل عليه ما روى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لكل نبي حواري وحواريي الزبير بن العوام).
وروى أبو سفيان بن معمر قال: قال قتادة: إن الحواريين كلهم من قريش أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والعباس وحمزة وجعفر وأبو عبيدة بن الجراح وعثمان بن مظعون وعبد الرحمن بن عروة وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام. قال: الحواريون وأسماؤهم في سورة المائدة.
" * (نحن أنصار الله) *): أعوان دين الله ورسوله.
" * (آمنا بالله وأشهد بأنا مسلمون) *) * * (ربنا آمنا بما أنزلت) *): من كتابك.
" * (وأتبعنا الرسول) *) عيسى.
" * (فاكتبنا مع الشاهدين) *) الذين شهدوا لأنبيائك بالصدق.
قال عطاء: مع النبي لأن كل نبي شاهد أمته (....) مع محمد وأمته.
" * (ومكروا) *): يعني كبار بني إسرائيل الذين أحس عيسى منهم الكفر ودبروا في قتل عيسى. والمكر ألطف التدبير. وذلك أن عيسى بعد إخراج قومه إياه وأمه من بين أظهرهم عاد إليهم مع الحواريين وصاح فيهم بالدعوة فهموا بقتله وتواطأوا على القتل. فذلك مكرهم به.
وقال أهل المعاني: المكر السعي في الفساد في ستر ومداجاة، وأصله من قول العرب: مكر الليل.
" * (ومكر الله) *): قال الفراء: المكر من المخلوقين الخبث والخديعة والحيلة، وهو من الله استدراجه العباد. قال الله تعالى " * (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) *) قال ابن عباس: معناه كلما أحدثوا خطيئة جددنا لهم نعمة.
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»