تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٨٤
عليه انه في حفظه وكلاءته فلا يخلص إليه أمر يكرهه، فقال " * (وما يضلون إلا أنفسهم) *) يعني وفد ثقيف " * (وما يضرونك من شيء) *) يعني لا يستطيعون أن يزيلوا عنك النبوة وقد جعلك الله لها أهلا ثم قال " * (وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة) *) يعني الاحكام وعلمك مالم تكن تعلم من الشرائع وكان فضل الله أي من الله عليك بالإيمان عظيما.
(* (لا خير فى كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذالك ابتغآء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما * ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وسآءت مصيرا * إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذالك لمن يشآء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا * إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا) *) 2 " * (لا خير في كثير من نجواهم) *).
الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس يعني قوم طعمة " * (إلا من أمر بصدقة) *) أي حث عليها " * (أو معروف) *) يعينه بفرض أسباب " * (أو إصلاح بين الناس) *) يعني بين طعمة واليهودي " * (ومن يفعل ذلك) *) القرض بمنح أو هدية " * (ابتغاء مرضاة الله) *) أي طلب رضاه " * (فسوف نؤتيه) *) في الآخرة " * (أجرا عظيما) *) يعني جنة.
وعن ابن سيرين: معنى النجوى في الكلام المفرد به الجماعة، والانسان سرا كان أو ظاهرا، ومعنى النجوى في لغة خاصة ومنه نجوت الجلد عن البعير وغيره أي ألقيته عنه.
قال الشاعر:
فقلت أنجوا منها نجا الجلد انه سيرضيكما منها سنام وغار به ويقال: نجوت فلانا إذا استنكهته.
قال الشاعر:
نجوت مجالدا فوجدت منه كريح الكلب مات حديث عهد ونجوت وتر واستنجيته إذا أخلصه.
قال الشاعر:
فتبازت فتبازخت لها كجلسة الأعسر يستنجي الوتر
(٣٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 ... » »»