تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٨٨
1764 أمانى أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا * ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولائك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا * ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا * ولله ما فى السماوات وما فى الارض وكان الله بكل شىء محيطا) *) 2 " * (لعنه الله وقال) *) يعني إبليس " * (لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا) *) يعني حظا معلوما فما أطاع فيه إبليس فهو مفروضه. قال الفراء ما جعل عليه سبيل، وهو كالمفروض، في بعض التفسير وكل ألف الله عز وجل وسائرهم لإبليس.
وأصل الفرض في اللغة القطع ومنه الفرضة في النهر وهي الثلمة تكون فيه يقال معناها بالفراض والفرض، والفرض الجز الذي يكون في الشباك يشد فيه الخيط، والفريض في القوس الجز الذي يشد فيه الوتر، والفريضة في سائر ما افترض الله عز وجل. ما أمر به العباد وجعله أمرا حتما عليهم قاطعا وقوله " * (وقد فرضتم لهن فريضة) *) يعني لهن قطعة من المال.
وقد فرضت للرجل أي جعلت له قطعة من المال.
قول الشاعر:
إذ أكلت سمكا وفرضا ذهبت طولا وذهبت عرضا فالفرض ههنا التمر، وقد سمي التمر فرضا لأنه يؤخذ في فرائض الصدقة.
ثم قال إبليس " * (ولأضلنهم) *) (بمعنى هؤلاء) * * (ولأمنينهم) *) أنه لا جنة، ولا نار، ولابعث.
وقال بعضهم: ولأمنينهم أي ألقي في قلوبهم (الهيمنة) * * (ولأمرنهم فليبتكن آذان الأ نعام) *) أي يقطعونها ويشقونها وهي البحيرة " * (ولأمرنهم فليغيرن خلق الله) *). قال ابن عباس عن الحسن وقتادة ومجاهد والضحاك وسعيد بن جبير: يعني دين الله نظير قوله تعالى: " * (لا تبديل لخلق الله) *) أي لدين الله.
وقال عكرمة وقوم من المفسرين: معناه: فلنغيرن خلق الله (بالخضاب) والوشم وقطع الآذان وفقء العيون
(٣٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 ... » »»