وإذا قيل لهم تعالوا إلى مآ أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا * فكيف إذآ أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جآءوك يحلفون بالله إن أردنآ إلا إحسانا وتوفيقا * أولائك الذين يعلم الله ما فى قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم فىأنفسهم قولا بليغا) *) 2 " * (أم يحسدون) *) يعني اليهود " * (الناس) *): قال قتادة: يعني العرب حسدوهم على النبوة وبما أكرمهم الله تعالى به محمد صلى الله عليه وسلم عن محمد بن كعب القرظي قال: سمعت عليا (عليه السلام) على المنبر في قوله " * (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) *) قال: هو رسول الله وأبو بكر وعمر (عليهم السلام).
وقال آخرون: المراد بالناس هنا يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم، حسدوه على ما أحل الله له من النساء؛ وذلك ما روى علي بن علي عن أبي حمزة الثمالي في قوله " * (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) *) يعني بالناس في هذه الآية نبي الله، قالت اليهود: انظروا إلى هذا النبي، والله ما يشبع من طعام، لا والله ماله هم إلا النساء، لو كان نبي لشغله أمر النبوة عن النساء، فحسدوه على كثرة نسائه وعيروه بذلك فقالوا: لو كان نبيا ما رغب في كثرة النساء، فأكذبهم الله تعالى فقال: " * (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة) *)، يعني بالحكمة النبوة.
" * (وآتيانهم ملكا عظيما) *) فأخبرهم بما كان لداود وسليمان من النساء، فوبخهم لذلك، فأقرت اليهود لنبي الله (عليه السلام) أنه اجتمع عند سليمان ألف امرأة، ثلاثمائة مهرية وسبعمائة سرية، وعند داود مائة امرأة. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف امرأة عند رجل، ومائة امرأة عند رجل أكثر أو تسع نسوة؟ وكان يومئذ تسع نسوة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكتوا.
قال الله تعالى: " * (فمنهم من آمن به) *) يعني بمحمد صلى الله عليه وسلم يعني عبد الله بن سلام وأصحابه " * (ومنهم من صد عنه) *) أعرض عنه فلم يؤمن به " * (وكفى بجهنم سعيرا) *) وقودا.
قال السدي: (الآيتان) راجعتان إلى إبراهيم (عليه السلام)؛ وذلك أنه زرع ذات سنة وزرع الناس، فهلكت زروع الناس وزكا زرع إبراهيم، واحتاج الناس إليه، وكانوا يأتون إبراهيم (عليه السلام) يسألونه، فقال لهم: من آمن بالله أعطيته، ومن أبى منعته، فمن آمن به أتاه الزرع ومن أبى لم يعطه.
عن عمرو بن ميمون الأودي قال: لما تعجل موسى (عليه السلام) إلى ربه عز وجل، مر