والله ما نحن إلا كهيئتهم، ما عملناه بالنهار كفر عنا بالليل، وما عملناه بالليل كفر عنا بالنهار، فكفرهم الله تعالى، وأنزلت هذه الآية. الحسن والضحاك وقتادة وسفيان والسدي: نزلت في اليهود والنصارى ممن قالوا: " * (نحن أبناء الله وأحباؤه) *) وقالوا: " * (لن يدخل الجنة إلا من كان هودا ونصارى) *).
مجاهد وعكرمة: هو أنهم كانوا يقدمون أطفالهم في الصلاة يزعمون أنهم لا ذنب لهم، فتلك التزكية. عطية عن ابن عباس: هو أن اليهود قالوا: إن آباءنا وأبناءنا توفوا، فهم سيشفعون لنا ويزكوننا، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وقال عبد الله: هو تزكية بعضهم لبعض، وعن طارق ابن شهاب قال: سمعت ابن مسعود يقول: إن الرجل ليغدو من بيته ومعه دينه، فيلقى الرجل لا يملك له ولا لنفسه ضرا ولا نفعا، فيقول: والله إنك لذيت لذيت، فلعله لا يخلو منه شيء، فيرجع إلى بيته وما معه من دينه شيء، ثم قرأ عبد الله: * (ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم) * * (بل الله يزكي) *) أي يطهر من الذنوب " * (من يشاء) *) (...) لذلك " * (ولا يظلمون فتيلا) *) وهو ما يكون في شق النواة، وقيل: هو ما فتلته بين إصبعيك من الوسخ فيكون فعيلا بمعنى مفعول قال الشاعر:
يجمع الجيش ذا الألوف فيغزو ثم لا يرزأ العدو فتيلا " * (انظر) *) يا محمد " * (كيف يفترون) *) يحيكون على الله الكذب في تفسيرهم كتابه " * (وكفى به إثما مبينا ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب) *) قرأ السلمي: (ألم تره) في كل القرآن، وهي لغة قوم لا يكتفون من الجزم بحذف الحرف حتى يسكنوا حركته، كقول الشاعر:
من يهده الله يهتد لا مضل له ومن أضل فما يهديه من هادي " * (يؤمنون بالجبت والطاغوت) *) اختلفوا فيهما، فقال عكرمة: هما صنمان كان المشركون يعبدونهما من دون الله. أبو عبيدة: هما كل معبود من حجر أو مدر أو صورة أو شيطان، يدل عليه قوله: " * (أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) *)، وقوله: " * (الذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها) *).
عطية عن ابن عباس: الجبت: الأصنام، والطاغوت: تراجمة الأصنام الذين يكونون بين