تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ١٩٥
وعن أبي تميم الحبشاني قال: سمعت عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا).
روى محمد بن كعب عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله، ومن سره أن يكون أكرم الناس فليتق الله عز وجل ومن سره أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق مما في يديه).
وكان عمر (رضي الله عنه) يتمثل بهذين البيتين:
هون عليك فإن الأمور بأمر الإله مقاديرها نفس ليأتيك مصروفها ولا عادك عنك مقدورها " * (إن ينصركم الله) *) يعينكم الله من عدوكم " * (فلا غالب لكم) *) في يوم بدر " * (وإن يخذلكم) *) يترككم ولا ينصركم، والخذلان: القعود عن النصرة والاستسلام للهلكة والمكروه، ويقال للبقرة والظبية إذا تركت ولدها وتخلفت عنها: خذلت فهو خذول.
قال طرفة:
خذول تراعي ربربا بخميلة تناول أطراف البرير وترتدي وأنشد:
نظرت إليك بعين جارية خذلت صواحبها على طفل وقرأ أبو عبيد بن عمير: (وإن يخذلكم) بضم الياء وكسر الذال، أي نجعلكم مخذولين ونحملكم على الخذلان والتخاذل كما فعلتم بأحد.
" * (فمن ذا الذي ينصركم من بعده) *) أي من بعد خذلانه " * (وعلى الله فليتوكل المؤمنون وما كان لنبي أن يغل) *) الآية.
روى عكرمة ومقسم عن ابن عباس: أن هذه الآية نزلت في قطيفة حمراء فقدت يوم بدر، فقال بعض الناس: أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروى جويبر بن الضحاك عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وقع في يده غنائم هوازن يوم حنين غله رجل بإبرة، فأنزل الله تعالى هذه الآية
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»