تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ١٣١
ومعنى الآية ذوا طريقة مستقيمة.
" * (يتلون آيات الله) *) يقرؤون كتاب الله. قال مجاهد: يتبعون، يقال: تلاه، أي اتبعه. قال الشاعر:
قد جعلت دلوي تسيلينني ولا أريد تبع القرين إني لم أردهما (...).
أي تستتبعني.
" * (آناء الليل) *)، أي ساعاته، وإحداها إني مثل نحي وأنحاء وإنى مثل معى.
قال الشاعر:
حلو ومر كعطف القدح شيمته في كل إني قضاء الليل ينتعل أي تسليه آناء الليل بأمر مضى فيه ولم يتأخر.
قال الراجز في اللغة الأخرى:
لله در جعفر أي فتى مشمر عن ساقه كل إني وقال السدي: آناء الليل جوفه. الأوزاعي عن حسان عطية قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ركعتان يركعهما العبد في جوف الليل خير له من الدنيا وما فيها، ولولا أن يشق على أمتي لفرضتهما عليهم).
" * (وهم يسجدون) *) أي يصلون؛ لأن التلاوة لا تكون في الركوع والسجود، نظيره قوله: " * (وله يسجدون) *) أي يصلون وفي القرآن: " * (وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمان) *) أي صلوا، وقوله: " * (فاسجدوا لله واعبدوا) *). واختلفوا في نزول الآية ومعناها؛ فقال بعضهم: هي قيام الليل عن مجمع بن يحيى الأنصاري عن رجل من بني شيبة كان يدرس الكتب فقال: إنا نجد كلاما من كلام (الرب) أيحسب راعي إبل وغنم، إذا جنه الليل انخذل بكن وهو قائم وساجد آناء الليل.
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»