تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٢ - الصفحة ٦
قال: (الله أعلم بما كانوا عاملين).
أبو عبيدة: سنة الله، وقيل: هو الختان لأنه يصبغ صاحبه بالدم، وفي الخبر: الختان سنة للرجال مكرمة للنساء، وهي نصب على الاغراء تقديره: اتبعوا وألزموا صبغة الله.
وقال الأخفش: هي بدل من قوله * (ملة إبراهيم) * * (ومن أحسن من الله صبغة) *) دينا.
" * (ونحن له عابدون) *) مطيعون.
" * (قل) *) يا محمد لليهود والنصارى: " * (أتحاجوننا) *) أتجادلوننا وتخاصمونا، وقرأ الأعمش.
والحسن وابن محيصن: بنون واحدة مشددة.
وقرأ الباقون: بنونين خفيفتين إتباعا للخط.
" * (في الله) *) في دين الله وذلك بأن قالوا: يا محمد إن الأنبياء كانوا منا وعلى ديننا.
" * (وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم) *) مقاتل والكلبي: لنا ديننا ولكم دينكم.
" * (ونحن له مخلصون) *) موحدون، وهذه الآية منسوخة بآية السيف.
فصل في معنى الإخلاص سئل الحسن عن الاخلاص ما هو؟
فقال: سألت حذيفة عن الإخلاص ما هو؟ فقال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإخلاص ما هو؟
قال: (سألت رب العزة عن الإخلاص ما هو؟) قال: (سر من أسراري استودعته قلب من أحببت من عبادي).
وعن أبي إدريس الخولائي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لكل حق حقيقة وما بلغ عبد حقيقة الإخلاص حتى لا يحب أن يحمد على شيء من عمل الله).
وقال سعيد بن جبير: الاخلاص أن يخلص العبد دينه وعمله لله ولا يشرك به في دينه ولا يرائي بعمله أحدا.
محمد بن عبد ربه قال: سمعت الفضيل يقول: ترك العمل من أجل الناس رياء والعمل من
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»