تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٢ - الصفحة ١٣٣
مبعث نوح ث أمة واحدة على ملة واحدة وهي الكفر، كانوا كفارا كلهم أمثال البهائم فبعث الله نوحا وإبراهيم وغيرهما من النبيين.
قتادة وعكرمة: كان الناس من وقت آدم إلى مبعث نوح أمة واحدة، وكان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على شريعة واحدة من الحق والهدى، ثم اختلفوا في زمن نوح ج؛ فبعث الله إليهم نوحا وكان أول نبي بعث ثم بعث بعده النبيين.
وقال الكلبي والواقدي: أهل سفينة نوح كانوا مؤمنين كلهم ثم اختلفوا بعد وفاة نوح.
" * (فبعث الله النبيين) *) وروي عن ابن عباس قال: كان الناس على عهد إبراهيم أمة واحدة، كفارا كلهم، وولد إبراهيم في جاهلية فبعث الله إليهم إبراهيم وغيره من النبيين.
روى الربيع عن أبي العالية عن أبي قال: كان الناس حين عرضوا على آدم وأخرجوا من ظهره وأقروا بالعبودية أمة واحدة مسلمين كلهم، ولم يكونوا أمة واحدة قط غير ذلك اليوم، ثم اختلفوا بعد آدم فبعث الله الرسل وأنزل الكتب، وكذلك في قراءة أبي وعبد الله بن إسحاق: فاختلفوا فبعث الله النبيين.
وقال محمد بن يسار ومجاهد: كان الناس أمة واحدة يعني آدم وحده، سمي الواحد بهذا لأنه يحمل النسل وأبو البشر، ثم خلق الله حواء ونشر منهما الناس فانتشروا وكثروا وكانوا مسلمين كلهم إلى أن قتل قابيل هابيل فاختلفوا حينئذ فبعث الله حينئذ.
قال الثعلبي: ورأيت في بعض التفاسير: كان الناس أمة واحدة في (الجنة) لا أمر عليهم ولا نهي فبعث الله النبيين وجملتهم مائة وأربعة وعشرون ألفا، والرسل منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر، والمذكور في القرآن باسم العلم ثمانية وعشرون نبيا.
" * (مبشرين) *) بالثواب من آمن وأطاع " * (ومنذرين) *) محذرين بالعذاب من كفر وعصى.
موسى بن عبيد عن محمد بن ثابت عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلوا على أنبياء الله ورسله فإن الله بعثهم كما بعثني).
" * (وأنزل معهم الكتاب) *) أي الكتب فأنزل معهم الكتاب " * (بالحق) *) بالعدل والصدق " * (ليحكم بين الناس) *) قراءة العامة بفتح الياء وضم الكاف وهو في القرآن في أربعة مواضع: ههنا وفي آل عمران وفي النور موضعان.
وقرأها كلها أبو جعفر القارئ وعاصم الجحدري بضم الياء وفتح الكاف لأن الكتاب الحكم على الحقيقة إنما يحكم به، ولقراءة العامة وجهان: أحدهما على سعة الكلام كقوله "
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»