تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ٩١
قال الواسطي: في شكر إبطال رؤية الفضل كيف يوازي شكر الشاكرين فضله، وفضله تميم وشكرهم محدث؟ * (ومن شكر فإنما يشكر لنفسه) * لأنه غني عنه وعن شكره.
قال الجنيد رحمه الله: الشكر فيه علة لأنه يطلب لنفسه المزيد، وهو واقف مع رؤية حظ نفسه قال الله تعالى: * (ومن شكر فإنما يشكر لنفسه) * أي طالب للمزيد.
وقال ابن عطاء: من شكر فإنما يشكر لنفسه، ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه، وان أحسنتم أحسنتم لأنفسكم. قال: ليس للحق فيه قليل، ولا كثير فإنه أجل من أن يلحقه ثناء مثن، أو شكر شاكر أخبر أن العلو، والشرف، والجلال له دونهم.
قال الواسطي رحمه الله: دعا خلقه إلى شكره ثم قطعهم عنه جملة بقوله: * (ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه) * أي: ما كان منكم فهو لكم، وما كان منى فهو إليكم ليكون محل الشكر موجبا للشكر لئلا تبرأ عن النفس عند ذلك.
قوله تعالى: * (وكان في المدينة تسعة رهط) * [الآية: 48].
قال ابن عطاء: يبيحون عورات النساء ولا يقبلون لهم عثرة، ولا يسترون لهم حرمة.
قال بعضهم: يأمرون بالباطل وينهون عن الحق.
وقال الحسن البصري: يعينون الظالمين على ظلمهم، ولا يمنعونهم منه.
قوله تعالى: * (ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون) * [الآية: 50].
قال الصادق: مكر الله أخفى من دبيب النمل على صخرة سوداء في ليلة ظلماء.
قال النووي: المعصية لا تخلو من الخذلان، والطاعة لا تخلو من المكر.
قال الشبلي: اخترنا طريقة التصوف ليكون سلامة من مكر الله فإذا كله مكر.
قال النووي: المكر لا يفهمه إلا الواصلون وأما المريد فإنه لا يعرف ذلك لأنه في حرقة.
قال ابن عطاء رحمه الله: ما كان منه في القرب فهو مكر، وما كان منه في البعد فهو حجاب.
قال الشبلي: المكر يعم الظاهر، والاستدراج يعم الباطن.
قال الجنيد رحمة الله عليه: المكر هو المشي على الماء والمشي في الهواء وصدق الوهم
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»