تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ٩٠
ما لغيرهم فيها وجعلوا الحظوظ كلها حظا واحدا.
وقال الواسطي: في قوله: ' إن الملوك إذا دخلوا ' الآية أي عطلوها عما سواه وجعلوا أعزة أهلها أذلة كما كان أعز في عينه وقلبه صار ذليلا طريدا عن قلبه، وحق لهم ذلك وقد غيبهم حال عن كل وارد في الحال فأسرارهم عن سرهم نافذة وأماكنهم عن أماكنهم عليه لأن الحق لاحظهم بعناية القدرة واشتمال التولي والنصرة فحمل عنهم ما حملهم من أثقال هدايته، وولايته قوله تعالى: * (بل أنتم بهديتكم تفرحون) * [الآية: 36].
قال جعفر: الدنيا أصغر عند الله وعند أنبيائه وأوليائه من أن يفرحوا بها ويحزنوا عليها.
قوله تعالى: * (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به) * [الآية: 40].
قال بعضهم: هو آصف نظر إلى عين الجمع، وتكلم عن حقيقة جمع الجمع فقال:
أنا آتيك به، والهاء راجع إلى الحق أي بالله عونه ونصرته، وقيل: على لسان الجمع أيضا أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك قال بعضهم: في قوله: * (الذي عنده علم من الكتاب) * أي انظر في الغيب، وعلم لمجاري الغيوب فعلم أن الله يريد أن يأتي سليمان عليه السلام بذلك فأخبر عن حقيقة الغيب.
وقال ابن عطاء: أنا آتيك به أي بالله لا بالحيل.
قوله تعالى: * (هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر) * [الآية: 40].
قال أبو بكر بن طاهر: أحسن عباد الله حالا من يرى فضل الله عليه في كل أوقاته ولا يغفل عن شكر إنعامه وزوائد منته لديه.
وقال جعفر: من رأى فضل الله عليه أرجو أن لا يهلك.
قوله تعالى: * (ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه) * [الآية: 40].
ليس للخلق فيه شيء بأواصله يدعوكم ليغفر لكم ومن كفر فإن ربي غني كريم عن شكر الشاكرين وقيام القائمين وذكر الذاكرين.
سمعت محمد بن عبد الله يقول: سمعت الشبلي يقول: الشكر هو الخمود تحت المنة.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»