تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ٩٦
قوله تعالى: * (أمن يبدأ الخلق ثم يعيده) * [الآية: 64].
قال ابن عطاء رحمه الله: ابدأ الخلق بقدرته وإنفاذ المشيئة.
قوله تعالى * (قل هاتوا برهانكم) * [الآية: 64].
قال ابن عطاء رحمه الله: صححوا برهانكم لتعلموا أن لا برهان لكم.
قوله تعالى: * (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله) * [الآية: 65].
قال سهل: خفى غيبه عن الخلق لجبروته، ولم يطلع عليه أحدا لئلا يأمن أحد من عبيده مكره فلا يعلم أحد ما سبق له منه همهم في اتهام العواقب ومجاري السوابق لئلا يدعوا ما لا يليق بهم من أنواع الدعاء في المعرفة والمحبة وغيرها.
قوله تعالى: * (وإن ربك لذو فضل على الناس) * [الآية: 73].
قال سهل: منعه فضل وعطاؤه فضل، ولكن لا يعرف مواضع فضله إلا خواص الأولياء.
سمعت عبد الله الرازي يقول: سمعت أبا عثمان يقول قلت لأبى حفص: في وقت وفاته أوصني: قال: من تقصيره على الدوام، ويرى فضل الله عليه في جميع الأوقات أرجو أن لا يهلك.
قوله تعالى: * (وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون) * [الآية: 74].
قال الجنيد رحمه الله: ما تكن صدورهم من محبته، وما يعلنون من خدمته.
قوله تعالى: * (فتوكل على الله إنك على الحق المبين) * [الآية: 79].
قال بعضهم: التوكل سكون القلب إلى الله، وطمأنينة الجوارح عند مصادمة المهولات حينئذ تظهر للمتوكل الثقة بالله.
قال بعضهم: لا يزول التوكل بتملك المال، ولا يصح التوكل بعدمه والاستقلال، وإنما ينقص التوكل اضطراب القلب، ويزيد في التوكل سكون القلب.
سمعت محمد بن عبد الله الرازي يقول: سمعت حيز النشاج يقول: سمعت أبا حمزة يقول: إني لأستحي من الله أن أدخل البادية وانا شبعان وقد اعتقدت التوكل لئلا يكون سعى على الشبع زادا تزودته.
سمعت محمد بن عبد الله يقول: سمعت أبا عثمان الدارسي يقول: سمعت إبراهيم
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»